أسرجتُ في الظّلامِ
طُـرقـات السّفـر
تمـاماً
كالذين امتطـوا مـن قَـبْلي
دروب الهَجْـر
وفي دروبِ الرّحيل للأوطـانِ غَــدر
أمْهَـرْتُ بـاب البيـت بِقُـبْلة
وفـيض دمـوع
وآهـاتٍ وصـور
أنـا مـاضٍ أيّتهـا السّـماء
ماضٍ يا أهـلي وخِـلّاني
ماضٍ يا بشَـر
ماضٍ أيّتـها الحـارات والأزقّـة
بأمـرِهـم ربّمـا
أو بأمـر القَـدَر
حـزمتُ كلّ الذكـريات
والحـقـيبة قـلبي
فـأنـا ماضٍ
والسّـرج بحـرٌ
قلتُ لنفسي
لـن أنسى وطـني
سأخـدعُ النسـيان بالصّـبر
سأدع بـاب البيت خلفي
مفتـوحـا قليـلا
سأتـركـه للعـودةِ
نـافـذة لبقـايـا العُـمر
بالملـحِ
سـأعطّر جـرحي كُـلّما شُفِيَ
كـي لا أنسى
كـيف تُعـالَـج في وطني جـروحُ الأحـبّة
بـأمـلاحِ الخـذلان والقـهر
سأشـتاقـك يا وطـني
سأشـتاقـك شـوق الأعـمى للنظـر
فـأنا في البُعـدِ
أرضـك القحـلة
ولقيـاك وحـده المطـر