إمرأةٌ عابرةٌ / بقلم :ماهر نصر

إمرأةٌ عابرةٌ
…لكنها لم تأتِ كما يأتي النهار.
ذلك النهارُ الذي يصعدُ جدارَ شيخوختي ،
كما صعدَ سلماً،
نسيه نجارٌ في صدري ،
تاركاً ظلَّه ،
أو تاركاً ظلي .
ربما بذرَهما في حديقةٍ
رسمها طفلٌ على ورقته
أو كشجرة تلقي صغارَ عصافيرها
_في سكةِ العابرين لجثتي _
لمدينة لا يسكنها ظلٌ
واليمامُ لا يقيمُ على نوافذها.
…لم تأتِ كما يأتي ليلٌ.
الليلُ لا يرقِّمُ بيوتَ المفقودين
في حروب ٍ تدور بين فريقين.
أنا وظلي ،
جيشان متصارعان.
من يفوزُ بالحزنِ منهما ؟
والنجومُ التي تعوي ككلاب ٍ جائعة،
وتعصبُ رأسها ،
كما تعصبُ أمي رأسها،
مِن صداعِ أفراحها
حين تدور القططُ حول مائدةٍ خاوية .
تلك النجوم ُيجفُ زيتها،
كلما بلعَ عاشقٌ أغنية ،
لذبيح ٍ يمشي بيننا في الشوارع،
أو يجلسُ فوقَ مقاعدنا في المقاهي.
الليلُ لا يُحصي ذكرياتٍ هجرتْ غرفتك ،
أو يغطي باللحافِ قبلةً نائمة،
أو يرشُّ عطراً لقادمةٍ من حزنها.
الليل لم يأت ِ
كما لم يأت ِ النهار.
وهي لم تكن غيرَ ظلٍ
لمرأةٍ تعبرُ الذكريات
وتقيم ُ بهدوءٍ سرادقاً لعزائي.

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!