الأُوديب السُّوري / بقلم : سعاد الخطيب

أنا النَّبعُ
شممتُ دخانَ الرُّعاة.
زيَّنتُ أيامي بالجذورِ الّتي صدَّعتني.
انتشيتُ بالحبِّ المارقِ فوقَ حجري.
أقصيتُ الوقتَ
أجرُّ ميلَ الماءِ في جفونِ الطُّحلب.
أتملَّى نفسي في النَّرجس
***

ما تكاثرَ على فمِ النَّبعِ
لم يكنْ سرخساً حَسَنَ النَّوايا
إنَّها صوري المُراوِغة
أنكرتْ عَرَجي
وما أنا بقارئٍ يا أبا الهول.

**

الصُّبحُ
/مواظبٌ على أداءِ دورِ السِّراج الكوني/
حاذاني حليباً بريئاً من دمِ الأحجية.
الصُّبحُ
أسرفَ في تبسيطِ المشهد.
وأنا
غَشَيتُ نوراً في حضنِ العتم.
بذلتُ حواسي مَشرَباً
لظمأٍ عابرٍ
للواقفينَ على بابِ الأحجية.
تماديتُ في التَّأويل
وما أنا بقارئٍ يا أبا الهول.
**
السِّراجُ طاعةٌ، له مَحَطُّ عينيه
وللحدسِ ما خفيَ من العتم.
لا تَضقْ بي يا حجري
النَّبعُ في التَّكوينِ بصيرةٌ
والصُّبحُ يشبهُ ما يشبه:
قَصَباً يَعقِلُ الحواشي قافلةً تجاريةً
على مفرشِ عروس.
***

البصيرةُ
ملامسةُ لبِّ الوردة
على مفرشِ الأحجية.
**
لا دليلٌ إلا أناي
نبعي كهفي
العتمةُ بديهتي
تَصدَّعَ جوفي
لم أرَ الزَّهرَ يتوِّجُ حجري.
عبرتُ بالمدينة
من طيشِ النَّرجسِ إلى البصيرة

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!