السِّلْمُ الْخَشَبِيُّ / بقلم : الشاعر عيد بنات

السِّلْمُ الْخَشَبِيُّ
يَتَّكِئُ كُلَّ لَيْلَةٍ
عَلَى جِدَارِ الْبَيْتِ
يُصغي لِأَحْلَامِهِمْ
وَهِيَ تَفِرُّ 
مِنْ النَّافِذَةِ
ـــــــــــ
يَتَأَوَّهُ اَلسِّلْمُ الْخَشَبِيُّ
كُلَّمَا ضَغَطَتْ تِلْكَ الشَّقْرَاء
بحذاءها الْمُثِيرِ
عَلَى أَضْلُعِهِ
وَهِيَ تَقْطِفُ
حَبَّاتِ الْكَرَزِ
ــــــــــــــ
اَلسِّلْمُ ذُو الدَّرَجَاتِ النَّائِمَةِ
كُلَّمَا فقد وَقْعُ الْخُطْوَاتِ عَلَيْهِ
تلكزه الشَجَرَةَ
فِي خَاصِرَتِهِ
كَيْ يَسْتَفِيقَ
ــــــــــــــــ
يَصْرُخُ اَلسِّلْمُ عَالِيًا
حِينَمَا يشتم شمسا خضراء
ياأمي الشَّجَرَةَ
ضَوْءَهَا يَثْقُبُ أَضْلُعِي
ـــــــــــ
اَلسِّلْمُ الْخَشَبِيُّ
بيديه الطويلتين
بِحِضْنٍ تِلْكَ الْخَضْرَاءُ الْفَارِعَةُ الطُّولَ
وَيَبْكِي عَلَى صَدْرِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ
أُرِيدُ أُمِّيَّ
ــــــــــــــــ
مُنْذُ خَمْسِينَ عَامًا
وَأَنَا أَتَسَلَّقُ السِّلْمَ الْخَشَبِيَّ
أُحَاوِلُ قَطْفَ حَبَّاتُ روحها
وكلما اقتربت
ينمو السلم
كَيْ تَهْرُبَ تِلْكَ الْأُنْثَى
إِلَى أَعلَى الدَّرَجَاتِ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!