العُيونِ السُّودِ والضَّحكةِ القليلة /شعر : فهمي الصالح  –  العراق

 

كبُرتْ تلكَ الجميلةُ فجأَةً

حتَّى الماءُ الذي كانَ يتدفَّقُ باِعتزازٍ إِلى جوارها

شاخَ هوَ الآخرُ فُجأَةً وفقدَ موسيقاهُ.!

لكنَّ الحُبَّ الحيَّ الذي تآكلَتْهُ السُّنونُ فجأَةً في الاِنحناءات

بقيَ مُحافظاً على عُنفوانهِ في القلبِ الصَّامدِ

–      رَغمَ تحطُّمِ المقاييسِ في زئبقِ النِّسيانْ

–      رَغمَ اِنفلاَتِ الذِّكرى من جَعبةِ القلبِ المُدعَّمِ ببطَّاريَّةٍ نابضةٍ.!

نصُّ العيونِ السُّودِ والضَّحكةِ القليلةِ دموعُنا في آخر أُغنيةِ الاِرتطامِ

بخدِّ الماءِ الرَّاقصِ وتحتَ زغبِ الشَّجرِ في اِختطافِ القُبلِ المُتبقِّيَةِ.!

صورةُ الغيمةِ النَّاعمةِ التي تهبِطُ بأَملٍ غفيرٍ يغسِلُنا.!

هكذا كُنتُ أَهذي والجميلةُ تقبِضُني باِمتلاَءِ الكؤوسِ في الشِّفاهِ

هكذا مُتقوِّساً أَركُضُ كدونكيشوت خلْفَ أَيَّامَ الطَّواحينِ اليابسةِ

لعلّيَ أَجدُني مُتَّسقاً معَ الهواءِ كي أَطيرَ إِلى سعادةِ القلبِ لِأَفوزَ

بنجمةِ الضَّوءِ الرَّاقصِ في السَّماءِ ولا تؤول بي إِلى الهباءِ.!

وكمِثلِ الذي خطَّ رُموزَ الغيابِ الحزينِ على أَنهُدِ الماءِ

هكذا قَضى القدرُ بنهايَتِنا معاً في عزلةِ وباءٍ وعراءْ.!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!