الفجر تواً / بقلم : مسار حميد الناصري

من هنا سنمر بأرض الرب
نستل ساقنا من رمال القمح
ونشق عصا حيادنا المعاق
فنحن نبحر بالحب
وقت الفجيعة
وقت الحرب
وننثر الورد بين الأنفاق
كنا في شغف نحتضن الحياة
نتأمل انتعاش فانوسنا الوحيد
كنا هامشا
كما شاءوا
لا شيء في الأفق
سوى
حيرة كبرت
على شفاه بخمار الوجع اتشحت
ومعول المارقين
يهرس عودنا
يربك أحاديث المطر
لا غيمة نختبئ خلفها
لا نبيا
يجرجر ثقل الليل
فتحط على كتفيه
خرز الآمال
والجدائل الخضر
ووجه القمر
وعودهم خرائب تمشي فينا
نعرف أزقتها
سقوفها مشحونة بالخواء
والسفائن موثوقة نحو شواطئها
تنعى أفراحها الضائعات
كيف لنا أن نعبر
أوهامهم المجففة
ونلفظ صدى صوتهم المبحوح
وفي الليل تتسع الموجة
تنهش ما تبقى من البياض
وأشياء أخرى ؟!!
سنمر من هنا
يصحبنا ضوء فجر
للتو تفتح
يا أرض كوني بردا وسلاما
ونورا لا يقهر
لينتعش بريد الشمس
برسائل المهمشين
فتمتزج الشمس بالأفياء
ونكون جذعا وشجر

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!