المائدة الزرقاء / بقلم : حسن عماد

حين دعوتك للكلام لأول مرة

كانت طاولتي فارغة

لا شيء إلا سطحها الأملس

يداي المتعانقتان

وضجيج أفكاري

كانت صورة جميلة جعلتني أقدم أول طبق فوق طاولتي

طبق خفيف الدسم

“رائع جدا ”

لم يكن طُعماً صدقيني

فلم أعتد أن أتصيّد لفتةَ فتاة بهذه الطريقة أبداً

لربما كانت أيدي الضجر

هو الآن دورك

ومثل أي ضيفٍ انتظرتُ أن اسمع صوت أقدام صاحب البيت

هاهو آت

بطبقٍ تعتليه المقبلات بطريقة مغرية

“شكراّ جزيلاً ”

تبسمتُ لا لشيء

ولكن داهمني جوع مفاجئ

لأرصف بضع كلماتٍ أخرى بطبقٍ آخر

كان ينقصه القليل من البهارات

ولم تسعفني فصاحتي يومها

فتأخرتُ في تقديمه

يوماً

اسبوعاً

شهراً

ليوقضني النادل الذي أصبح طياراّ

في إحدى شركات الطيران العالمية

ليعلن لي نهاية رحلتي هنا ….

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!