فخاخُ العمرِ / بقلم الأديب أحمد دحبور

هشّمَتْ فخاخُ العمرِ
على معابرِ البحارِ
استقبلها ثرى قصيدٍ
غارقٍ في النَّدى
تثاءَبَ النَّهرُ
من تعبِ الانتظار
متاريسُ حقولِ الرُّوحِ عطشى
لقطافِ تلاوينِ ترتيلةِ الأحلام
عناقيدُ شبقِ القصائد
متدلّيةٌ
من مزاميرَ رنينِ الحنين
قلبٌ يزدادُ غبطةً
يمتطي هامةَ الوئامِ
غير آبهٍ بصهيلِ الأوجاعِ
على مقربةٍ منه
دنانُ العنب المطبوخ -“عنطبيخ-”
يزدادُ انتعاشاً
يلهجُ شوقاً
إلى أهازيجَ الطُّفولة
تاهَتْ نبالُ الغربةِ
بين لجينِ المتاهةِ
شعشعَ الصَّباحُ
معَ عندليبَ الغابة
أنغامُ المحبَّةِ
ساطعةٌ
فوقَ جسدِ المدائن
رفرفي يا روحي
وحلّقي عالياً
صوبَ ينابيعَ الطُّفولةِ
فاحَتْ نكهةُ الزَّنابقِ
من الحوشِ العتيقِ
وتسلّلَتْ بانتعاشٍ
ذكرياتُ حبقِ الطُّفولةِ
في أغصانِ القصائد
رفرفي يا روحي رفرفي ..
نوافذُ القلبِ مفتوحة
للهلالِ
لحبّاتِ المطرِ
هطلَ الحلمُ حبراً كدكنةِ اللَّيلِ
فوقَ رحابِ القصائد
تناثرَ فوقَ مناجلِ الطُّفولةِ
نهضَتْ أميرةُ البحرِ
تلملمُ أحلاماً راعشة
صمتٌ لا يختلفُ
عن هدوءِ الصَّحارى
ضلَّتْ قبّرةٌ الطَّريقَ
إلى فراخِهَا
دارَتْ حولَ نفسِهَا
تشمُّ الحشائشَ
فرشَتْ أجنحتَهَا تلامسُ الأرضَ
لعلّها تلتقطُ زغباً
متطايرًا من فراخِهَا
هَل ْكبرَتِ الفراخُ وطارَتْ
تبحثُ عن حبّاتِ الحنطةِ
المنبعثةٍ من شموخِ السَّنابلِ
أم أنّها تاهَتْ بينَ أخاديدَ الحياةِ؟
تنهضُ الطُّفولةُ متلألئةً
فوقَ جمرةِ الشَّوقِ
تبحثُ
عن خيوطِ الخلاصِ ..
من ضجرِ الغربة ..
من ضجرِ اللَّيلِ الطَّويلِ ..
من برودةِ المسافاتِ
الزَّاحفةِ
على أسوارِ المراكبِ ..
قلبٌ مفتونٌ بحبقِ الرَّوابي
مسكونٌ في صهيلِ الرِّيحِ
شوقاً إلى بيادرِ الحنينِ
ووشوشاتِ الهداهدِ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!