قصائد من الحياة اليومية / بقلم : عبدالسادة البصري / العراق

1-

ولأنني أحملُ كل ّطيبةِ الجنوب،

آثرت أن أبتعد،،،

أبتعد قليلا،،،

حتى لا تتشابه الصفاتُ

ويختلف الناس برؤيتهم

ونظل حكايةً،،،

حكايةً واحدةً فقط

أبتعدُ لنصير حكاياتٍ

من ألم ،،،

فرح،،،،

ذكريات ،،

حب،،،

حكايات تمتلئ بها

كل دفاتر العاشقين

يرددونها ،،،

أغنيةً كلّ صباح !!

،،،،

،،،،

2 –

لفرط دهشتهِ،،،

لم يتذكر اسمه،،وتاريخ ميلاده

لم يتذكر صورته الاولى

لم يتذكر كل شئ

ظلّ يحدّق،،،

ويحدّق،،،

ويحدّق،،،بعيداً ودونما هدف

ولفرط دهشته،،،،

لم يشعر بانسياب القارب

مع التيار،،،

لم يشعر أبداً

حتى،،،، علاه الموج !!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

3 –

الشوارعُ تبكي الصحبةَ،،

والدكاكينُ غافية

لم تبتغِ من دنياها،،

غيرَ لحظةِ فرحٍ فقط،

وبعدها ليكن ما يكون

همُّها الوحيدُ لقاؤهُ ، ذلك الساكن القلب منذ الصبا ،

والأمل الذي

ظلّت حالمةً فيه سبعين شتاءً،،

حاملةً صورته ،

تلك التي توسدتها ليالٍ طوال ،

 

،،،

بعد ليلةٍ حمراء عاشتْها في الحلم،،

تملّكها شعورٌ آخر ،

لم يوقفها الحَجْرُ عن الخروج إلى الشارع فارشة ذراعيها جناحي فرحٍ ،،،

لكن  نزيف الدم ،،،أوقف

كلّ أحاسيسها،

بعد أن صدمتها سيارةٌ،،

كان يقودها فتىً لم يبلغ الحلم بعدُ !!!

يالأحلامنا المهاجرة كسربِ طيورٍ أضاع المكان ؟!!!

،،،،

،،،،،

 

4 –

في يومٍ ما

في شهرٍ ما

في سنةٍ ما

سيجلسُ شبّانٌ في حانةٍ

على ضفةِ دجلةَ

يشربونَ النبيذَ

ويتأسّونَ على أجدادهم

أجدادهم نحنُ

الذين عشنا في زمنٍ أعوج

تسيّد فيه الفاسدون

أكلوا السحتَ

وسرقوا الفرح

وعاثوا في  الوطن خراباً !!

،،،،،

،،،،،

 

5 –

 

كم من السنين خَلَتْ ،

وهو يوعدها برسمِ

لوحةِفرحٍ على وجهها ،

وجهها الذي رسمتْ عليه

الهمومُ شجرةً،

كثيفة ومتشابكة الأغصان والجذور ؟!

وكم جثمتْ على صدرها

الأحزان،،

وعرّشتْ سحبُ الدخانِ غيوماً سودَ ،،

على رئتيها ، وهي تمنّي النفسَ بسعادة اللقاء ؟!

وكم كانت خيبتُها كبيرةً،،،

بعد أن اكتشفتْ زيفه ،،

ونكرانه لها ،، ؟!

يالعقوقه،،،

ويالبؤس أحلامها التي كانت ولمّا تزلْ دخانا ؟؟!!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 

6 –

ويرحلونَ،،،،،،

ويرحلون ،،،،،

حاملينَ همومهم

لن يسألَ عنهم احد

ولن يبكيَهم قطٌ،،، احدْ

فقطُ،،،

الوريقاتُ القديمةُ

والرفوفُ المتربة ،،

والأماني الضائعة !

وسننشرُ النعيَ العقيمَ بلافة،،،

بالكاد لن تعني أحدْ !

فالكلّ مشغولٌ بنفسه

والحكوماتُ التي أكلت من السحتِ الحرام

وشَرْعَنَتْ لكلِّ

اشكال الفساد،،،

وخرّبتْ هذا البلدْ !

صدّقوني،،،،،،،،،

سيرحلون ذات يوم

وتهبّ عليهم كلّ السوافي،،،

ولا أحدْ !!!!

،،،،

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!