كلما أشتد المطر / بقلم : الأديبة اللبنانية رغد أحمد

كلما أشتد المطر
تذكرتها
تلك المرأة كشجرة عجوز تجلس في زاوية المقهى
حيث العصافير تتجمع حولها كأوراق الخريف تقتات من مفاصلها
كنت أهرب بدموعي إليها أدفن رأسي في ظلها
هي غيمتي التي تحرسني كملاك
صوتها الممتلئ بالله كحبات المطر
يردني الى ضفيرتي الى صورتي القديمة في المرآة
أمد يدي عبر النافذة
لعلي ألامس طيفها
يعبث بكرات الشمس
و لتبقى حلاوة معطفها السكري
بين أصابعي
لا أحد
و لا رائحة عطرها المجروح
أغمض عيني
لم يعد ثمة وقت لكل هذا الشق الطويل
البرد ذكراها
كمقبرة مهجورة
يتلاشى ظلها
كلما تلاشى صوت المطر
أعود للنوم
أغرق و أنجو في الفراغ الأزرق
و أبتسم

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!