لو كنا معا لأنجبنا القدر / بقلم:لمى بدور ( حمص – سوريا )

أرى الأرواحَ.. كيف تُباعُ بالترابْ
والأوبئة.. تتصدرُ طاولات المزاد
وأقول.. لو كنّا معاً
لَتعافى الوطن.. بلا استطبابْ

أُراقبُ وحشيةَ الحياة
وعبء الموت.. وعورة السماء
وأقول.. لو كنّا معاً__ لجعلنا الجنةَ سبيلاً
فقد جَهُدَ الثّواب

أُلَوِّحُ للأحلامِ الهاربة
وأرصفُ بكلماتِ العزاءِ__دربَ الإيابْ
وأُ فكر.. لو كنّا معاً
لأنجبنا القدرَ الأجمل..
وتوقفَ الحظُّ عن الإضرابْ

ألمحُ برودَ العاشقين.. وزُكامَ اللهفة
وصقيعَ الشوق المدفون خلفَ الغيابْ
وأتخيلْ.. لو كنّا معاً
لأحرقنا كل المسافات الفاجرة.. وأشعلنا فتيلَ الحبِّ
بعودِ ثقابْ

أراقبُ كيف “يرفعونَ ” النعامةَ.. فوق السّحابْ
” ينصبون” الألقاب
باحترافٍ.. ” يجرّون”.. يتصيّدون.. الأصوات كالذُّباب
وأقول.. لو كنّا معاً
لَكَتبنا قواعدَ الصرف
و قوّمنا الإعرابْ.

أقرأُُ.. خيانات العناوين
وجرائمَ الصُّدف الجميلة
وملاحمَ الماضي المكتوبِ بالحِرابْ
وأقول.. لو كنّا معاً
لَكَتبنا تاريخاً بنكهةِ النعناع
وروينا ” الماضي الناقص” بالرِّضابْ

أرى الطفولة الذابلة
وشباباً يذوي.. خلفَ السّراب
وأقول.. لو كنّا معاً حبيبي
لَروّضنا الظلامَ.. زرعنا حقولَ نورٍ… وتمخضنا الشموسَ
قوافلاً وأسراب..

أرقبُ هذياني بجدّ
أُذاكِرُ الخيبة.. وأرسبُ بتفوقٍ في مقررات الصمود
وما ضاقَ به الكتابْ
فكلماتي عمياءٌ..
والقوافي دربٌ من الضبابِ.. وإلى الضباب

فأسردَ دعاءَ الكتمانِ
وأهدهدُ / لأمنيةٍ/ غفّيتُها.. تحتَ الأهدابْ:
(( ألا ليت الذي بيننا وبين أرواحنا عامرٌ
إنّ الذي بيننا وبين حكوماتنا… خراب ))
***

 

 

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!