قل شيئاً
للغيم المسافر
أيها الوجع الأنيق
للمدينة الطفلة المُخبأة
في قنينة عطر الدراويش
منذُ آلف دمع و وشمٍ أريج
سنمكثُ معاً طويلاً
على غصنك اليابس
ننشدُ البكاء من آحداق المطر
في أعشاشِ ليلٍ بلا زقزقة
آه كم يلزمنا من غناءٍ
و ضوءٍ خافت الجرح
لنرقص ( كزوربااا .. )
على أمتع وترٍ
سادرٍ في آخر شهقةٍ
للعتمة ..
الجناح و إن كان جميلا
فهو مكتظ بالفقد الفسيح
تلعنه غصة الغياب
من حناجر الموج
على شواطيء ذات حلمٍ
أزرق الغناء ..
مازلت ألملم ضفائر الشوق
أبحثُ عنكِ في رمشة الضوء الأحمر
و ثرثرة العجائز الدافئات
أمام مواقد البار و القدح الرفيق
و في موسيقى الجاز
الهامسة بالغنج اللذيذ
أحتاجكِ في هذا الليل
بسريالية طفلٍ أبله الحلم
أحتاج إلى رشفةٍ من غناء
تأخدني إلى غياهب سكرة الجُب !
ما أحوجني إلى كل ما فيكِ
من حنين و جنون
إلى خطيئة الكأس الأخيرة
في خمرةِ الفقد العاري
من لعنة النبيذ !
أيتها الوردة الغائبة
اللعنة عليك
كم يلزمني من نبيذ
و غناء في هذا الليل
وحيدٌ بكأس خائبة
متخمٌ من سكرة الوجع
حين لا فكاك من غصة
الحلم على الريق .