يا أيتها الملكة هَلَُمَ يكاد يجف الزهر | بقلم الشاعر: علي السيد محمد حزين

1
يا سيدتي , يا سيدة الزهر البَرِّيَّة
يا أيتها الملكة ” العشتارية”
دعيني أفتش عنكِ دعيني
لعلي أجدكِ ,عند خط الاستواء
أو بين أسراب الطير المهاجرة
أو في المدن الاستوائية
حضرٌ وبادية , رائحةٌ وغادية
جالسة , متسربلة بالنجوم العالية
ومتحلية بالأنوار الزاهية
امرأة من نورٍ ونار
أبحث عنها في الأدغال
وفي الحقول وفي البادية
وفي كل المطبوعات السرية
وفي كتبي المدرسية
أفتش عنك سيدتي لعلي أجدكِ
لعلي أجدكِ , يا سيدتي
يا سيدة الحسن والجمال
حَنانَيْكَ يَا رَبِّ بحاليَ
2
يا امرأةً بطعم الربيع , والموسيقى
ورائحة العبير , وموج البحر , والمطر
آهٍ يا سيدتي يا سيدة النبيذ , والعسل
يا زجاجة العطر , يا سيدة كل العصور
يا أيتها الملكة السومَريّة ,
هلَُمَ يكاد يجف الزهر …
هامش
(( وتسرد أسطورة سومَريّة
أن الإلهة “إنانا ” نقلت شُجيرة
كي تنبت على ضفة نهر الفرات
وزرعتها في ” بستانها المقدّس”
علها تنمو وتصير سامقة
فتصنع من خشبها عرشاً وسريراً لها
ولما حانَ وقت قطع أغصانها
اكتشفت أن أفعى اتخذت من أسفلها مخبأً وتوارت ،
وأن طيراً بنى له في أعلاها عُشّاً ،
وأن عفريتة استقرت في وسط جذعها .
فاستنجدت ” إنانا ” بأخيها
“أوتو” إله الشمس الذي كَلف
وأسند المهمة إلى بطلٍ مشهور
جاء متسلِّحاً بدرع سميك وفأس ثقيلة
واستطاع أن يقتل الأفعى ، وعند ذاك فرّ الطير
وهربت العفريتة إلى الخرائب المهجورة ،
فقطع “جلجامش” أغصان الشجرة
وحملها هدية إلى ” إنانا ”
لتصنع منها عرشاً وسريراً. ))
3
حقاً قد تعبتُ يا سيدتي ,
تعبتُ كثيراً في البحث عنكِ
وفي التنقيب عنكِ في كتب الشعر
وفي الروايات , وفي الحفريات ,
وفي الأساطير القديمة , وعبر العصور
وفي الأوراق البَرْدِيَّة
وفي كتب العطَّارين , والسحرة ,
وبين حروف الأبجديات , تعبتُ ,
تعبتُ كثيراً من الترحال , والسفر
وآن للفارس أن يستريح
آن لي أن أحط الرحال وأستقر
4
دعيني أقرأكِ في وجوه النساء
اللاتي يطالعنني كل صباح في الجرائد
والمجلات , وفي الطرقات , والمقاهي
وعبر شاشات التلفاز في المساء
وفي الحكايات , وحول المدفئة في الشتاء
والحطب يطقطق من اشتعال النار
وجسدي تعتريه رعشة عنيفة للقاء
رعشة الاشتياق ,
5
يا امرأة من الحناء
دعيني أبحث عنكِ في كل المرايا
وفي الزوايا , وفوق سطح القمر
وبين الضلوع , وفي الحنايا ,
وفي سِلال الزهر
امرأة دافئة , بطعم الليمون ,
ورائحة البرتقال , والرمان ,
امرأة أسطورية ,
وفي الحسن متناهية ,
6
دعيني أفتش عنكِ في كل مكان
في الشوارع المزدحمة
وفي الخرائط الملونة بالفرح
وفي وجه النساء الصبايا
المختبئات خلف الزجاج
وفي النوادي , والقاطرات
وفوق الأرصفة , وشارت المرور
والأمسيات , وكل باقة زهر
وفي العيون التي في طرفها حَوَرْ
وعلي ” البيلاجات ” فوق شواطئ البحر ,
لعلي أجدكِ يا سيدتي , يا سيدة كل عصر
ِلأضع رأسي علي صدرك وأستريح
كي تشاركيني الحياة
والحب والجنون والشعر
فأنا رجل أعشق الحياة
والحب والجنون والشعر
**************
4/2 / 2018

عن أيمن قدره دانيال

كاتب - شاعر - اعلامي - عضو الاتحاد العام للاعلاميين العرب 2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!