كاد يُضيئ/ ريم سليمان الخش

في مدح الشاعر والفقيه عبد القدوس القضاة

 

قفا مدحا لأصدقنا فعالا
وأنبلنا وأبلغنا كمالا
سليل النور مشكاة وزيتا
يكاد يُضيئ بالهديِّ اشتعالا
*
وليس كمثل مدعيّ ظلوم
أخسّ من الأبالسة انحلالا
يُنظّرُ كالفلاسفة اشتغالا
ويألوهم ضميرا وامتثالا
ولو يقضي الدوامَ على اكتتابٍ
لما عن نقضِ مايُبدي استقالا
ألم يعلم بأنّ الذات وعيٌّ
وخير الوعي مالزمَ الفعالا
وأنّ الحق كلّ مثل مبنى
فإنْ شُرخت دعائمه استمالا
ومانفعي ببناءٍ فصيحٍ
إذا لزمت بسيطته الضلالا
وقد اوهمتُ أنْ للنور بابٌ
ولكنّ الظلام بها تعالى
أيُختلقُ الضياءُ بكهف ذاتٍ؟
تماهت والأنا الدنيا اختيالا ؟!!
أيقنعني مقالا ثمّ يأتي
على نسفٍ لبنيته ابتذالا !!؟
ألا يدنو إلى المرآة حتى
يرى وجه الفضيلة قد أمالا
وأنّ القبة العليا تدنّت
وهيهات السمو بأنْ يُطالا
**
على أنّي اقتبستُ النور إسما
فتىً بزّ الشواهقَ والجبالا
فتى يرعى الأمانة مستقيما
بإيمانٍ يُدثّره جلالا
يهش على (القطيع) فلا ارتحالٌ
عن التقوى إذا مالتيه جالا
كمؤتمنٍ على سِفْرٍ كريمٍ
يُجسّده اعتقادا وامتثالا
وفيٌّ للعهود فلا انتقاضٌ
إذا بُرمت ولا يُبدي احتيالا
شريفٌ من قضاةَ ولا افتخارٌ
فهم من خير مانلقى رجالا
*
فلولاهم لما ابيضّت وجوه
من الرحمات قد سقيت زُلالا
وما اخضرّت مزارعُ حامداتٌ
عتى فيها الجرادُ وقد تتالى
وما حُفظت فضائلُ مشرقاتٌ
إذا زمن الرذائل قد توالى
*
وماغاليتُ في وصفٍ شريفٍ
أبى مدح المناقب أنْ يُغالى …
.

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!