مَنامْ / شعر الشاعر الأردني علي الفاعوري

الى عاشقة توم سوير ..
—————
على بُعدِ بضعٍ وعشرين غيمةْ
لمَحتُكِ عند انتصافِ السَّماءِ هناكَ
تُذيبينَ بعضَ السّحابِ بكأسي
وتَطهينَ نجمةْ ..
كأنّكِ كُنتِ تُعدّينَ ذاكَ العشاءَ لقلبي
الذي على غفلةٍ من شرودي
فتحتِ لهُ البابَ
وأدركتِ يُتْمَهْ ..!
كأنكِ من أولِّ الماء جئتِ الى الوقتِ
عَطشى ..
كَصُبحٍ تناثرَ في وجهِ عتمةْ ..
كأن الذي كانَ قبلَ حُضورِ خُطاكِ
هباءْ
كأنّكِ صِرتِ خُلاصةَ كلِّ النّساءْ
كأنّكِ أنتِ اخترعتِ القصيدةَ
حين تلعثمَ وجهي
وأنتِ تمُرّينَ بينَ الدّفاترِ
نِسمةْ ..
كأنّي أتيتُ على حينِ عشقٍ
لعينيكِ آوي
كطفلٍ يتيمِ اليدينِ
يُفتّشُ بينَ السنين عن امرأةٍ لا تموتُ
كباقي النساءِ
لِتُصبِحَ أُمّهْ ..!
********
على بُعْدِ ليلٍ قليلٍ هناكْ
رأيتُ كَرائي المنامِ يديكِ
ترُدُّ عليَّ السلامْ ..
رأيتُ الكلامْ
يُسافرُ نحوكِ كي يَستقرَّ على
لُغةٍ من رُخامْ ..
رأيتُ سحابَةَ عِطرٍ
تُغطّي شتائي ..
تُعمِّدُ كلَّ البيوتِ بمائي ..
رأيتُ دِمائي
تسيلُ على ما يُرامْ !
رأيتُ الحَمامْ ..
يَحُطُّ على وجنتيكِ لكي يستريحْ
ونهرٌ جريحْ ..
يَصُبُّ بِبابِ الأصابعِ كي يستعيدَ
الزّمامْ ..
رأيتُ البدايةَ من ثُقبِ قلبي
وحينَ فتَحْتِ ليَ العينَ باباً
رأيتُ الخِتامْ ..
على بُعْدِ بضعٍ وعشرينَ غيمةْ
تهيأتُ للشِّعرِ كيما أنامْ
وحينَ اكتشفتُ طفولةَ صوتي
تركتُ فمي عالقاً
في الزّحامْ ..
لأنْ لا تقولي على حينِ شيبٍ
بأنّي بَلغتُ الفِطامْ ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!