نافِلة / شعر : الشاعر الأردني علي الفاعوري

 

هُمْ يعرفونَ إلى أينَ أمضي
فلا بابَ في السَّطرِ
أو فاصِلةْ
لمْ أُغلِقِ الشمسَ
إنَّ الشّوارعَ نحوي
تزيدُ اتساعا
وكلُّ الجِهاتِ إلى بيتِ شِعريَ
واصِلةْ
ما نفْعُ مِئذنتي
وصوتُ خريفِها ؟
ما يفعلُ الموصولُ
إن فقدَ الصِّلة ؟
أعمارُنا الخرساءُ ..
نُنفِقُ عُمرَنا في جَنْيِها ..
ويُريقُها الجاني
بضربةِ مِقصَلةْ !
————
الليلُ يشْطرُنا إلى قلبينِ
فانتبهي
إنّ الدِّماءَ تسيلُ هاربةً إلى أقدارِها
ويدايَ تفترقانِ منْ وجَعِ اللقاءْ
لمْ يكترثْ شجرٌ تناثرَ في حديقةِ بيتنا
لِهشاشتي
لمْ ينْتبهْ لبشاشتي
إلاّ أنا ..
وبقيّةُ الأنوارِ خلفَ جدارِ أيامٍ
تحاولُ أن تظلَّ قريبةً مني
لتفْترشَ الظّلامَ
وتُشعِلَهْ ..!
————–
الليلُ يحمِلُنا إلى موتينِ
فابتعدي
هذا الحريقُ يُريقُ أحرفَنا البريئةَ
كُلّها
ويُعيدُ تشكيلَ الحكايةِ مِنْ جديد
فدعي القصائدَ تحتَمي ببُكائِها
ودعي الشوارعَ تكتفي بِنسائِها
وتظاهري بالموتِ إنْ وقَعَ الكلامُ على القميصِ
وبَلّلهْ ..!
إنَّ المَسافةَ أتْعَبتْ قلبي المُسافرَ خلفَها
حتى انتهى ..
ويكادُ ذئبُ نُعاسِنا
أنْ يأكُلهْ ..!
—————
هُم يعرفونَ إلى أين أمضي
فأيُّ صلاةٍ تفسّرُ نبضي ؟
ووحدَكِ فَرْضي ..
وكلُّ النِّساءِ اللواتي اخترَعْنَ الدموعَ
ليَثْقُبنَ صدرَالسَّما
نافِلَةْ ..!
هُم يعرفونَ بأنكِ حُلمٌ
أراقَ منامي
وسوفَ أعودُ بذاتِ نُعاسٍ
لكي أُكْمِلهْ ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!