يا أخت أندلس / شعر الشاعر الدكتور علي غبن

يا أخت أندلس عيناك أندلسي
نور أشع فجلّى عتمة الغَلَسِ
من الشآم استعارت سحر مبسمها
ومن أمية نالت حمرة اللّعَس
تراقصُ الزهرَ طولَ الليل في دعة
مختالةَ المشي مثلَ الشاربِ النّعِس
تُشاكِلُ الليل.. نال الشَّعرُ عتمته
منها وفي الوجه شعّ النّور كالقبس

قد كنتِ لما سواد الليل مُنبطحٌ
صبحاً تنفّسَ في ذاتي وفي نَفَسي
وكنتِ كالحلم في صحراء قافلتي
أطوِّفُ الأرض لا أخشى من العسس
تفجرت في يديْ غيمات مَشرِقها
وعمّ في الغرب مائي غير منحبس
وكان فيك أريج العز منبعثا
من حَرِّ زفرتك (التطغى) على نفسي
وكان دمعُك إمّا سال من وجع
يجري على وجنتي رغما عن الحرس

والآن ما عدتُ.. لا التاريخ يقبلني
فحلا لأندلس أو شبه أندلس
مدنسٌ أنا في ذاتي وفي وطني
وعابسٌ في مسراتي ومحتبسي
ورديةَ الخدِّ لا كفيّ ناصعةٌ
بالمكرماتِ ولا مائي بمنبجس
تمرُّ ذكراكِ في غيبِ الكرى عبقا
مَرَّا جميلا فمِن ماضيّ فاحترسي
تمر ذكراك والدنيا قد اختلفت
وغيّبَ الدهر بغدادي وأندلسي
كانت منابرها تشدو بروعتها
فأصبحت بعد عز الصدح في خَرَس
وكان شدو طيوري مطربا فرحا
فصار نوح غرابي غير منخرس
ما عدتُ سيدتي الحسناء مؤتمَنا
عليك.. ما عدت أستقوي على النعس
ما عدت أبكي على ماضيك سيدتي
يا أخت أندلس.. فالقدس أندلسي

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!