يا حِمْصُ…..بقلم الشاعر الدكتور

يا دُرَّةً صُنِعَتْ مِنَ الإِشْراقِ
لَـكِ فـــــي الـقُـلُـوبِ مَـنـازِلُ الـعُـشَّـــاقِ

سَاءَلْتُها والبُعْدُ يَحْرِقُ مُهْجَتِي

يا حِمْصُ هَلْ مَنْ مَوْعِدٍ لتَلاقِي؟

قُولـِي إذا نادَيْتِنـي وعَقَقْتُهُ
ذاكَ الحَنَين لإِخْوتـي ورِفاقِي

يَهْوَى لِقائِي والهَوَى فـي وَجْدِهِ
مُتَناوِبُ الإِطْفاءِ والإِحْراقِ

مُتَخالِـجٌ مُتَماوِجٌ فـي وَقْعِهِ
تُمْلِي علَيْهِ لَواعِـجُ الأَشْواقِ

أَأكُفُّ دَمْعِي أَمْ حَريقَ حُشَاشَتـي؟
أَمْ لَهْفَتِي أَمْ مِزْقَةَ الأَعْمَاقِ؟

أَمْ شَوْقَ صَبٍّ والأَنِينُ صَدِيقُهُ؟
أَمْ طَيْفَ عُمْرٍ ناءَ فـي الآفَاقِ؟

خَطَّ الزَّمانُ على الفُؤادِ صُرُوفَهُ
ودَنا إلى الشِّرْيَانِ بالإِغْلاقِ

وتَرهَّلَ العَزْمُ الـمُهَـدَّدُ بالوَنـَى
وتَنَكَّسَتْ فـي حِجْرِها أَحْداقِـي

فمَتى أُكَحِّلُ بالرُّبُوعِ نَواظِري؟
وأَصُوغُ مِنْ هَبِّ النَّسيمِ مَذاقِي؟

وأُغازِلُ الأَزْهارَ فَوْقَ غُصُونِها؟
وأُصَافِحُ الإِصْباحَ بالأَعْناقِ؟

وأُدَاعِبُ الغُدْرانَ بَيْنَ أَصابِعِي؟
وأَذُوبُ فـي جَرَيانِها الرَّقْراقِ؟

مِيثاقُنا فـي وَعْدِهِ أَنْ نَلْتقِي
أَكْرِمْ بوَعْدٍ خُطَّ فـي مِيثاقِ

د. حسَّان أحمد قمحيَّة

 

عن نوار الشاطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!