الإنتظار…. / بقلم : الكاتب جبار السد خان ( العراق )

 

 

كانت تعني له الشيء الكثير….عيناها مرفأ لقصائده….وشفتاها موطن من عسل…ولكن جل ما يخشاه ان تموت المفردات عندما تكون أمامه في الشارع المؤدي الى بيته..يضطرب …ترتجف أوصاله بشكل كبير وتغزوه الهزيمة من امام كرستالها المضيء… يهرب من امامها الى الجانب الاخر من الشارع ….كانت تعرف نظراته ..وحجم خطاه المنهزمة … وفي ذلك اليوم وكالعادة كانت تضيء الشارع بقوامها الباسق وعندما اراد الإنهزام كعادته وقفت امامه مشاكسة

قالت :- صباح الخير..

أجابها وهو يجمع كل قواه بنصف صباح الخير .

قالت :- لماذا انت بخيل..

قال..انا…!!

قالت:- ولم لا تبتسم صباحاً ولديك اسنان جميلة تعزز جمالية ابتسامتك !؟ ..همس في داخله ..ياإلهي هل انا في حلم… تمنى لو مرت سيارة بقربه ليرتمي تحت عجلاتها للتاكد من أنه ليس حلماً …

وأكملت حديثها الصباحي :- اريدك أن تبتسم دائماً…

ما اسمك !؟

قال :- غسان .

واردفت :- وانا غادة ، ونحن الاثنان ( غ..غ)

قالت :- وهي تودعه إبتسم يا غسان ..إبتسم دائماً ..

لم تعد قدماه تقويان على حمله ..نظر على ميمنته وشماله يبحث عن شاهد لهذا اللقاء عاد الى بيته بعد ان اشترى فرشاة أسنان جديدة ومعجوناً للأسنان ذات السعر الأعلى وملمع اسنان أجنبي وكل ماله علاقة بالأسنان ……

في اليوم التالي استعمل كل عدته لتلميع أسنانه ..نظر الى المرآةمبتسماً كان فعلا ذا ابتسامة جميلة ..وعلى نفس الموعد لمجيئها في الشارع خرج من البيت مسرعاً محدثاً نفسه …لن أنهزم هذه المرة ..ساقول ما أفكر به فعلاً …ساقول لها اني…..عثرت أقدامه بباب بيته وسقط على الأرض وارتطم وجهه بالباب بقوة …..

كان سيلا ًمن دماء وبقايا قطع من أسنانه على الأرض …جمع ألمه وخيبته وعاد الى غرفته بعد ان أغلق فمه ليكون مغلقا ً الى حين……..

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!