جريمة لا يعاقب عليها القانون / بقلم :منار السماك

ذهبت للتعزية بوفاة قريبة إحدى الجارات، دخلت مجلس العزاء. كانت عيني تبحث عنها. وأخيرا لمحتها هاهي إنها تجلس بقرب الباب على كرسي خشبي صغيرا وقد جعلت من الحائط وسادة لرأسها. قمت بتعزية كل من في القاعة، اقتربت منها مددت يدي مصافحة قبلت رأسها وجلست جوارها. لم تتفوه ولا بحرف واحدا كانت دموعها  تتساقط وكأنها حديثا صامت بعد مدة تكسر حاجز  الصمت بصوت مرتج:

– لماذا قتلها ؟، لقد ماتت مقتولة.

تقتحم مسامعي كلماتها فتنتابني رعشة بجسدي جعلتني لا اقوي على لملمت نفسي. شعرت بأني مبعثرة على الكرسي الخشبي.

حاولت  التنفس بعمق، أغمضت عيني، فاقتحم  خلوتي صوتها. وسقطت الدمعة. فتحت عيني لأجـد لهب الحـزن زلـزل استـقرار المكـان ، ورحـل  النهار وبقي سواد الليل وعلا صوتها بالصراخ:

قتلها ولم يعاقب .. من يأخذ  بثأرها ؟؟ القاتل فلت من العقاب، ولم يحاسب على جرمه. إنه حرا طليق يجوب المكان، وبكل حرية دون حساب. مسكينة أذاقها اشد أنواع الألم تجرعت بسببه سموم العذاب. حبسها في قوقعة طوال الشهور الأربع الماضية. حرمها من لقاء الأحبة والأصدقاء حرمها الحرية ومتعتها. أطفأ نور ابتسامتها. سرق منها الحياة، ومع الوقت هزل جسدها وذبل. تغير لون جلدها وملامح وجهها. تسلل داخل جسدها عازفا بقيثارة الوجع سيمفونية الموت لتفارق بعدها الحياة على ذاك السرير الابيض بجناح ٤٢٠ بمستشفى الامل وتصدر شهادة وفاتها وقد كتب فيها وفاة بسبب السرطان.

 

 

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!