أنا ابن امرأة حورانية.. اسمها خديجة وزوجاها كلاهما (قاسم).
حملت بي أيّام العطش.. وكانت أيّامها تسمّى سنة الصهاريج.
جاءها المخاض بي.. فأدرّت السّماء بحليبها ليالي وأيّاما.
لا أعرف على وجه الحقيقة تاريخ ميلاد أمّي، سوى أنّها أخبرتني نقلًا عن جدّتي منيفة؛ أنّها ولدتها سنة (الطّوفة).. أمّي أميّة لا تقرأ ولا تكتب مثل أمّها، التي تذكر أنها وُلدت سنة دخول الفرنساوي سوريّة.
أجزمُ أن وفاة أمّي كانت في مثل هذا اليوم من السنة الماضية ٢.١٩/٩/٢٥، عند ذلك كنت بلغت ٥٤ سنة، بتوقيت بصرى.
يعني أنّها حملتني في قلبها أكثر من نصف قرن، يا لها من امرأة شرقيّة عظيمة.
بفقدها.. فرغت الدّنيا من آخر قلب أحبّني.. تألم لألمي طوال حياتي.
مات قلب من ملايين القلوب. هو الوحيد لأنّه قلب أمّي فقط. فقدتُ السّند الأخير عندما غابَ عن دنياي.
أوّاه..!! يا حزنها.. وجع السنين.. يا لململة الأحلام الصغيرة تُسعدَها. نسجت منها ابتسامات ضاجّة بالحياة.
آه..!! يا فرحتها ممزوجة بالدموع..
في ذكراها بتوقيت بصرى.