رحيل أبيض / بقلم : سهام مهدي الطيار

كل الحضور الذين تواجدوا أمس في حفلة توديع طيفك كانوا أشباح بيضاء ،  أهدانيأحدهم باقة فل حزينة غنت اوراقها أحجية طويلة ، وموائد العشاء تتنفس إحباطاتعروس وحيدة  ، أحتوت السكر  والملح  بصحون وهمية تكابد عبء التناقض ، أخذتنيموسيقى قديمة لمنصة رقص مهترئة وكمنجات تمطر بؤس وتر أنقطعت أخبار سرورهِ  ،وأصوات المنشدين حولي طرقات قبضات منهكة فوق أبواب عاشت ذات توقيت أمل ،تقدمت خطوتين باغتني فارس وقور ، شد معصمي بعنف انجذاب  ، يطلب مراقصتي وأناأتطلع لكآبة السقف الباهت ،  تخليت عن حذائي ووطأت المنصة الباردة فاكتشفت بقاياحشائش وبعض  حبات الرمل العالقة في أطراف ثوبي المستعار من خزانة عرافة من عالمسفلي فأخذني خوف من نفسي  ، وامتثلت لدفء احتضانه وتمايلت بتخشب الجثثأتفرس في قسمات وجهه وهي تستجدي أبتسامة ود مني ، بمنتهى التردد والاضطرابهززت رأسي ، شب الحريق في وجهه نظرات غضب وامتعاض ، حاولت التشبث بعمودقريب أحمي نفسي من زلزال عم المكان وتساقط مطر من الفراشات المكسرة الأجنحة  تهربمن باب خلفي ، فكرت الحاق بها وبعض مني زرع في تربة المكان بجذر غليظ يمنعنيالوقوف ، لوحت لها مودعة ، أنتهى المطر ، وانفجرت بالونات الاحتفال المضببة واجتاحالبياض أبعاد المكان بطوفان غيوم فأنتبهت  لأطرافي   وقد تجذرت كلها وباقة الفلالحزينة عند رأسي مازالت تغني الأحجية لكن هذه المرة معها جوقة من الملائكة .

 

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!