كانت الطّريق وعرة ، وأنا أمسك يد أمّي ..تجربة غريبَة وإصرار أمّي على رؤية قريبَتها العَجوز الضّريرة ، التي تسكن الجَبل وحيدَة…نسيمٌ بارد يتسلّل إلى رئتيّ لأوّل مرّة..لم تتوقّف أمّي عن سَرد تفاصيل الأعشاب في الطّريق الطّويل
قالت بحسرَة ، لم تتزوّج وتنجب فكان قدرُها هذه الوحدة ، وأن تتحكّم بمصيرها امرأةٌ قاسيةُ القلب
هي التي أفنَت عمرَها في خدمة أبويها ، وإخوتِها .
شعرتُ بالحزن يخترقُني مع كلمات أمي على امرَأة
لا أعرفها وبالخوف ماذا لو حلّ الظلام ونحن في هذا المكان الموحش ؟…كانت أمّي فارعَة الطّول بيضَاء كأنّها قمر ، وكنت أحزن لهذه الغيمَة التي غطّت وجهها فجأة….
عندما وصلنا كل ما أذكره هو سرير حديدي يرتفع على طوب وحجارة
وقدما المرأة النحيفتين وبعض الصُّحون القذرة …لا أذكر وجهَها أبداً شيء واحد فقط ، أنّها كان يجب أن يكون لها أبنَاء
كان يجب أن تتزّوج !