آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
خاص صحيفة آفاق حرة الثقافية:
__________________________
اليوم ..
بعد مرور مايقارب الخمسة أشهر من عدم لقياي بعينيه ..
تعثرت به في إحدى الطرقات ..
لا أدري ماسبب رجفتي تلك ..
اقتنعت مليّا” بأنني تجاوزته .. وأنني خالية من أي شيء بخبايا روحي له ..
كان صداما” مفاجئا” أوقفني عن الحراك ..
اوقف حنجرتي عن النطق بالكلمات التي طالما غنّت له ..
كان شيئا” يستنزف القوّة ؛ ويستنزف القلب بكل مافيه من نبض ..
_مجبور أنا على هذه القسوة ؛ كلماته هذه هدّت ما تبقّى من جدران القلب والروح ..
إنه يتقدم معتذرا” على أيام قاسية وباردة ذات أنياب ومخالب كانت تأكل أعماقي في كل ليلة خالية منه ..
لازالت تلك الوسامة تزين وجهه ؛ وتلك الشامات تزين خدّيه السمراوين .. إلا أن الشيب قد بدأ يكلل أطراف رأسه ..
بدا لي مُطرقا” سامعا” ممعن النظر متحدّق ..
بابتسامة باردة ورجفة يدين لا أدري سببها ..
رباه كيف اربك النبض من بعد ثباته ..
كيف نعث بأوردته ودمه ذهابا” وإيابا” ضاربا” بنظراتي الدامعة عرض الحائط ..
كأن الزمن واقف وكأن الشعور لم يتبدل ..
وأنا التي زعمت بقوتي .. زعمت بالتخلي والمُضي بالطريق وحدي ..
أعادني بثوانٍ إلى حيث بدأنا وكأنني لم امشِ خطوة واحدة بعيدة عنه ..
أقف مشدوهة أمام كفه القوية السمراء التي مدّها إليّ
أقف مكتوفة عن منعه من ضمي إلى جانبه الأيسر الأقرب من قلبه والأقرب من قلبي ..
وكأن الزمن يعود إليّ بطقوسه ؛ بساعاته ..
يعيدني إلى مَن قاسمني كل شيء حتى أنفاسي ..
________
بصرى الشام – سوريا
