معاركك أنت / بقلم : نريمان نزار محمود

 

 

جلس في آخر نهار عمل مرهق ليرتاح على أرجوحة وضعت خلف بيت العائلة ، على رقعة خضراء ، سعت والدته جاهدة لزراعتها ببعض النباتات المنزلية البسيطة ، فكانت عونا لهم على صعوبات الحياة ، وبينما هو جالس فإذا ببصره يقع على نملة ، تحاول نقل حبة قمح تبلغ ضعف وزنها ، وفي كل مرة تحملها برهة ثم تسقط ، وبقيت على هذا الحال بين نهوض وسقوط وسير الهوينى تمكنت أخيرا من إيصالها إلى معسكر النمل الخاص بها.

أخذ يحدث نفسه : أعجزت أن أكون كهذه النملة صاحبة العزم الصابرة ، المحققة لطموحها في نهاية المطاف ؟!

استجمع قوته ولملم شتات نفسه وأحكم زمام أمره قائلا :

لن يخوض أحد سواك معاركك

أنت وحدك من يمتلك القوة والإرادة لخوض غمار الكون ، دون وهن أو عجز أو تردد

وإن صفعتك الحياة على خدك الأيمن ، اجعل من ذلك دعامة وسندا لا يلين

تسلح بلب وهمة وقدرة على الصمود ، فمهما تكالبت عليك الخطوب وحاصرتك وانشبت أظفارها في روحك بشراسة ووحشية ، قف ثابتا كأشجار نخيل حولية ، تصد كل ريح وإعصار وعاصفة.

كن معطاء كحقول قمح وسنابل ، صافيا كقطرات مطر طاهرة في ساعات الفجر الأولى.

فليكن قلبك دافئا ، يشع بأريج المحبة والأمل.

كن أنت بكل تفاصيلك وملامحك العذبة ، كنبع ماء يشق طريقه بين الصخور القاسية.

وهكذا بدأت حياته بالتغير نحو الأفضل ، وكانت نهاية ليل الهم ، فجر مشرق بالحيوية والنشاط.

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!