وجها لوجه / بقلم : حواء فاعور

في غرفة صامتة ..
وجها لوجه مع الألم ،كل شيء يبدو تافها ومملا ..
وتلك الرغبة غير المبررة نهائيا بالبكاء الطويل ..جدا
وكأن فيضانا قد حل بروحك ..
الروح الشاسعة الواسعة اكثر من جسد ضيق وقصير
كيف تصمد ؟
وقد كان كل شيء يعبرها على نحو عميق من الألم ..
الألم الذي جعل من الخسران حدثا عاديا على مر الوقت ..
الوقت الذي يعدو فوق جلدي الابيض بسرعة تاركا خلفه لسعات العقارب على شكل بقع زهرية نافرة
احكها واستجمع تركيزي فاعرف اني عجوز
ما اوجع ان نصل باكرا وما أقسى الانتظار مع الرغبة الغريبة في البكاء دون اي داع ..
لست اعلم ان كان من الجيد لي ان اكتب هذا ،لكني اعرف إني امقت الافعال الاجبارية جدا ..
ليس غرقا ..
ولا نجاة ..
ولاراحة ..
انه فقط طريقة اخلقها لأجعل من الالم والعذاب محمولا على نحو يجعل من هذا الصمت أخف وطأة ..
رصد فاشل لمعرفة مكونات كوكتيل المشاعر الغامضة التي تعتري الروح فجأة ..
ومحاولة التثبت من ماهية الشخوص التي اخلقها على هيئة تواتي قلقي وغرابتي ..
شخوص مجهولة ومجنونة وحنونة تعيش في مخيلتي فقط ..
امارس معها طقوسي الخاصة في الحزن والعزلة واجننها بطريقتي الكئيبة الفريدة حتى تستغيث وتهرب ..
لاشيء على الاطلاق واضح ..
كهوف مجوفة تقطر من سقوفها قطرات ماء مجهول المصدر ايضا فيما يصرعني الصدى ..
وانا في مواجهة الالم اتسلح بوحدتي والعزلة التي انتصرت بها على الكره والعالم ..
ومازلت أمشي في مخيلتي مسافات دون قياس واخسر واخسر وانا على معرفة قاطعة اني هنا لأخسر فقط ..
واني ربحي الوحيد هو اني الخسران الاخير ..
حيث يكون العتم الدامس نورا خاصا بي ، استقر به وحدي
هذا الاستقرار المرجو بوعي مخيف ..
كأن أرى نفسي بوضوح باهر فاكف عن ارتكاب الكتابة والحماقات ..
و افي للفكرة حقها ..
فكرة الفناء تماما دون اي اسم او هوية ..
دون ذكرى ..
او افتقاد ..
او حتى حب او حزن او كره ..
الفناء المحبب الذي استحقه بشكل لامنطقي ولايعود علي باي فائدة مثل المجد تماما ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!