وهاَنَ عليه جَرحُها / بقلم : نور الشمس نعيمي _ الجزائر

لا تلومك لأنك إخترت دربك، وتركتها تئن في منتصف الطريق ، ولن تغضب منك لأنك أردت العيش بدونها، تعودت من الدنيا مُرَّها، والحلو لم يكن يوما نصيبها ،وإن صادف طريقها الفرح يوما فهي متأكدة أنه مجرد سراب أحلام . هنا كل طرف يقول لست مذنبا!! وماكان اللقاء إلا بداية فراق إنها خيبة أمل ومن إعتاد الترحال يدرك أنه يصل دائما إلي لحظة لا بد فيها من فراق … إذا أكملي حياتك بمفردك ، اذا استطعتي الابتسامة ابتسمي بدونه ، وإبكي لاجله وبدونه، لربما الوحدة أصدق وأنبل ، وثقي كل الثقة أنه لا يوجد مخلوق في الوجود يحبك قدر محبتك له إلا والدك ، لانه يعلم أن مدامعك غالية ويخاف كل الخوف أن تحرق وجنتاكي . بالله عليك لمَّ هذا البكاء ! لا تتوسلي أرجوكي ، دعيه يشق حياته فهو لم يختارك سندا فيها ولا صديقا ولا رفيقا ، أرادها حياة خالية منك ،فلا تكون شوكا ينخز طريقه ، ولا تجعلي أنهار دموعك سدا تمنعه من الوصول الي سعادته. أعلم مايجتاح عقلك وسأجيبك على أسئلتك، تقولين وأنا أين تكمن سعادتي ؟ أجيبك : أتعلمين أنك ربحتي ! رغم هذه الجراح التي تنزف من اعماقك… أجل فزتي لانك لم تستطيعي أن تؤذيه بحرف جارح أو لوم سقيم ، ولم تطلبي منه الابتعاد يوما فطلبك له كان الاقتراب والاحتواء ، فكان هو من بادر بالبعد والجفاء . أردته أن يكون سعيدا لكنه يرى السعادة في الابتعاد عنك هنا الوضع يختلف ، فيجب أن تكوني متماسكة وقوية فهذا إمتحان صعب …لا تندني أنك وهبته قلبا نقيا طاهرا ،دون موعد مسبق وبدون أي أسباب ، أمنتي بحلمك وأردتي تحقيق المستحيل وركبتي أمواج الخطر …. أشعر بألمك ، مؤلمة تلك اللحظة التي تلاشت فيها الاحلام، وقُبِرت كل براءة كانت تحمل مشاعر نبيلة ، تللك اللحظة الجارحة التي مزقت فؤادك، حين سمعتي خبر الفراق والوداع والاكثر ألما كيف ستعيشين الحياة بدونه، ليس لديا ماأقول غير صبرا منك بالله على حياة يخل منها الحب أعلمُ أنكِ لن تنسيه أبدا حتى وإن تظاهرتي بالنسيان ، فصوته سيبقى عالقا بمسمعك ، وضحكته همسها تعلقت بك ، ومتأكدة أن نبضك سيموت يوما بعد يوم ، أرجوكي تظاهري بالقوة أمام الجميع مثلما عودتهم ، وحين يمتلء القلب حزنا،إبكي بحرقة فوق وسادة خالية ،عهدت عتمة حياتك وادخلي عبرها الي غياهب الذكريات ، ربما تهون مصيبتك ، واحتضني جراحك بيدك علكي تسيطري على برد وصقيع المشاعر لان حياتك الان أصبحت بلا دفء ولا نور . لا تكون معاتبة له لانك أصبحتِ جسدا يفتقد للروح ، ودمعك المراق إخفه على نفسك لانه لا يُقَدِرُ سخاء الدمع إلا من ذاق مر البعاد ،واعلمي ان الالم إذا سكن القلب يفنيه ويجعله تراب .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!