الشاعر والناقد هاتف بشبوش في حوار خاص

آفاق حرة

أجرى الحوار  : خالد ديريك

الشاعر والناقد هاتف بشبوش: ليس بالضّرورة أن تكون ناقدً او شاعرً افي نفس الوقت

ينصح هاتف بشبوش كلّ من لا يستطيع التخلّص من قصيدة العمود أن يكتب العمودية الجاهلية

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وُلد المهندس الشاعر والناقدالأدبي والسينمائي هاتف بشبوش في محافظة المثنى (السماوة) ـ العراق.

هو شاعر شيوعي منذ السبعينيات من القرن الماضي، ولازالت الشيوعية تجري في دمائه حتّى بات هذا الفكرواضحاً في أعماله الشعرية والنقدية أيضاً، ومن أجلها (الشيوعية) تعرّض للاعتقال والاستجواب والتعذيب سنة 1977 في سجن السليمانية المركزي بكردستان العراق في بداية الضّربة الموجّهة للجبهة الوطنية من قبل حزب البعث العراقي وكان حينها طالباً في جامعة السليمانية، وفي الجيش، وأثناء الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات واجه العديد من المضايقات وكاد أن يعدم من جرائها لولا الحظ الذي حالفه ومساعدة صديقه الجندي الشريف أبو معتزمن أهالي العمارة .

عاصرالحصارالاقتصادي والفكري في العراق في التسعينيات من القرن الماضي فاضطرّ أن يحزم أمتعته ويغادرإلى خارج الوطن . وها هواليوم في منفاه الأخير وموطنه الثاني مملكة الدنمارك التي منحته الحرية والكرامة والعيش الرّغيد.

هاتف بشبوش عضو في اتّحاد الأدباء العراقيين، شارك في العديد من الندوات والمهرجانات الأدبية المحلية والدولية وأهمها: المشاركة في مهرجان الشعرالأول بـ إستكهولم في 2016 ـ المشاركة في مهرجان مؤسسة النور الثامن (دورة الشاعريحيى السماوي) 2017.

يكتب الشّعر ومنه الشعرالأيروتيكي والنقد الثقافي الأدبي والسينمائي، وحصيلة جهده في الأدب والنقد هي ثمانية عشر كتاباً.

إلى نص الحوار ….

في بداية حوارنا معه، حدثنا عن عالمه الخاص (عالم الطفولة والصبا): سأسحب اعترافي بعالمٍ يسيء إلى الطفل …بورخيس.

طفولته : طفولتي كانت بائسة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الاجتماعية والترفيهية والاقتصادية . طفولة بدأت بتعليمنا الأكاذيب والأساطير والتي زرعت في قلوبنا الخوف من الربّ بشكل دائمي وهذا ما أفقدنا الجرأة والشّجاعة والإبداع في شتّى مجالات الحياة . طفولة ظلّت تشكو من حسرتها حينما كبرت وتفرجت على الطفولة الكونيّة في بلدان التحضّر والمدنيّة فوجدت البون الشّاسع.

صباه:

أما الصّبا فكان فيه من النّزق الجميل لكنّه مشوبٌ بالكثير من الحزن والألم الذي ظلّ قابعاً في قرارة نفوسنا حتّى هذا اليوم نتيجة الفوارق الطبقية والحياة ومطحنتها التي تدور بنا فتهرسنا بكامل ما بها من قوّة ومن ثمّ ترمينا نفوساً محطّمة خالية من أي بهجة وحياة تُذكر.

ويضيف: المراهقة والصّبا في بلداننا ميتة في كلّ شيء عدا الله، هي أعظم معركة نفسية بين الشّخص نفسه وبين ما يتوجّب عليه كتمانه من حبّه لامرأة ، جارته أو ابنة زقاقه لكنّه لا يستطيع أن يمسك حتّى بأ ذي العباءتها نتيجة ما تفرضه التقاليد العرفية والدينية التي تحرّم لقاء الرجل بالمرأةف خلقت لنا رجالا ونساءً مشوهين حتّى اليوم وفي جميع بلدان الشّرق عدا بعض بلدان المغرب العربي التي تختلف نوعاً ما لأنّها أدخلت التّعليم المختلط في المدارس حيث نرى في المغرب على مرّ ذلك أكثر من سبعين عاماً وكذلك الحال في الجزائر وتونس، وهذا يخلق علاقة أكثر تحضّراً بين الرّجل والمرأة في كافّة ميادين الحياة ومتطلّباتها . ولذلك مهما كبرنا في جاهنا ومالنا وقلوبنا نبقى نتحسّس تلك الطّفولة كلّ ما دسسنا كفوفنا في جيوبنا ، وكلّما استمعنا لوجيب القلب تحت الضلوع المكتسية أو العارية. ومهما يكن من أمر أنا أتشدّق بما قاله الروائي الشيوعي الشهير مكسيم غوركي (لا تبك…أنكلا تستطيع اختيارحياتك).

زرع الشاعر هاتف بشبوش بذور الكتابة في حدائق الإبداع منذ الصغر بمساعدة خاله، لذلك يعتبرالبذرة الأساسية للإبداع تكمن في الطفولة: في الصّغر كلّ منّ اكان بمستطاعه أن يمارس الإبداع الطفولي في التّعليم المنهجي لأنّ الطفل هو الأكثر انبهاراً في الإبداع ، على سبيل المثال قسمٌ منّا يمارس الغناء في  حصّة النشيد أو يمارس الرّسم والبعض الآخر يمارس الشّعر وقراءته بطريقة مرتلة. ونتيجة ذلك تنشأ البدايات التي مُمكن لها أن تنمو مع الإصرار وحبّ التوجّه في الجانب الإبداعي الذي يسلكه المبتدأ ، أضف إلى ذلك هناك بعض العوامل المساعدة التي تعطي الدّفق والشّجاعة في المضيّم عالجان بالإبداعي ، فأنا شخصيّا لديّ خالي كان شاعر اًرحمه الله وهذ ما ساهم في سقي حدائق يوشتل ات بوحي الأولى في الشّعر حتّى استطعتُ أن أجعله اأصيصًا من الورد الشّعري لكيْ يشتمّ عبيره الآخرون في ثنون على أريجه .ولذلك أنا أعتبر البذرة الأساسية للإبداع تكمن في الطفولة التي عشناها على اختلاف مشاربها ثمّ تنمو في الصّبا وتكبر حتّى تصبح كما الشّجرة الوارفة التي تعطي ثمارها للمتلقّي.

علاوة على ذلك، فقد نشأ بين الشيوعيين وأصبح الفكر الشيوعي جزءاً منه: أنا نشأتُ في زقاق صغير يدعى زقاق موسكو إشارة إلى الشيوعية التي دخلت أفكار جميع من في الزقاق حتّى نشأت وكبرت فوجدتُ نفسي يسارياً لايمكنه أن ينسى القيم الجميلة لهذا الفكر الذي أصبح واضحاً جليّا في جميع أعمالي النقدية والشعرية.

القصيدة العمودية الأصلية هي القصيدة الجاهلية وقصيدة المعلقات، وهي بلا وزن وبلا بحور، ويقول في هذا الصددر:  أن أكثر شعراء قصيدة العمود حين ينثر تراه ضعيفًا هزيلاً في اللّغة والتّعبير والمعنى.كما وأنّ قصيدة العمود أسهل بكثير من قصيدة النّثر . ومن قال لكم : من أنّك إذا أردت أن تكتب العمود يشترط أن يكون موزوناً فراهيديًا.

ويؤكد : القصيدة العمودية الأصلية هي القصيدة الجاهلية وقصيدة المعلقات. فكلّها كانت بلا وزن وبلا بحور ولذلك هي أجمل من قصيدة الفراهيدي التي اكتشفت في العصر العباسي وأجمل من جميع ماكتبه شعراء العمود على مرّ التاريخ ولغاية اليوم ولذلك ظلّت خالدة نحفظها عن ظهر قلب لأنّها كانت تمتلك المساحة الأفضل دون قيد الوزن وقوالبه كما يقول محمود درويش  (أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهرقلب كلّ قارئ فإذا لم يشرب النّاسُ أناشيد كَشرب…. فقلْ… أن اوحد يَخاطئ ).

ولذلك ينصح كل مَن لا يستطيع التخلص من قصيدة العمود أن يكتب العمودية الجاهلية، لأنّها أجمل وأبسط وأكثر بلاغة من قصيدة الفراهيدي وتعطيا لشّاعر الأريحية الهائلة والتي من خلالها لا يجد أيّ عقبة غير الكلمات المقفاة وهذه بحدّ ذاتها تخلق أيضاً البوح الكاذب لدى الشّاعر في كل االقصيدتين الجاهلية والفراهيدية ، لأنّه ملزم أن يأتي بكلمات ذات رويّ واحد كما يفعلها الكثيرون بتسطير الكلمات المقفاة أوّلاً ثمّ كتابة النصّ لاحقًا ، فتصوّرْ أيّ قصيدة هذه التي تبدأ ببوحٍ كلمات كاذبة لمجرد أن تأتي بكلمات مقفّاة في آخر العجز وينتهي كلّ شيء.

مَن يكتبون القصيدة الفراهيدية لا يعرفون الوزن، والقصيدة العمودية أصبحت متحفية: أغلب من يكتبون القصيدة الفراهيدية كذّابون ولايعرفون الوزن عدا بعض الشّعراء الكبار الذين قِسمًا منهم أصدقائي اليوم وأنا كتبت عنهم العديد من المقالات النقدية وأثنيت عليهم كثيراً. فهلتستطيعأنتقولليمنيدقّقأوزانهذاالكمّالهائلمنشعراءالقصيدةالفراهيدية؟

ويستشهد بحادثة جرت مع الشاعر محمود درويش: محمود درويش اتّهموه ذات يوم من أنّ شعره العمودي يفتقر إلى الوزن ، وظهرعلى التّلفزيون وتحدّاهم ، فتصوّر محمود بعظمته اتُّهِمَ بفقدان قصائده للوزن فما بالك اليوم كلّ من هبّ ودبّ ادعّى أنّه شاعر فراهيدي. لكنّ محمود درويش لم يستمرّ بها فركلها بعيدًا وكتب التفعيلة والحرّة والنّثر وكذلك الحال مع أدونيس وسعدي يوسف ومظفر النواب والرّاحل محمد الماغوط الذين هم أعمدة الشّعرالعربي ، كلّهم قبل أكثر من خمسين عام تركوا القصيدة العمودية واعتبروها جامدة تافهة لا تأتي بالجديد وإذا أردتَ أن تتأكد تستطيع أن تسأل سعدي يوسف أو أدونيس أو النّاقد والشّاعر والعالم الكيميائي العراقي عدنان الظاهر عن القصيدة العمودية وسترى ما يؤكّد قولي هذا ، لأنّ القصيدة العمودية أصبحتْ متحفية ومن أطلال الماضي فكلّ من ينظرإلى الماضي يبقى متخلّفً او هذه نظرية تنطبق على مجريات الحياة كافّة وليس الأدب والشّعر فقط . وأنا لي مقال طويل بهذا الخصوص ستقرأه بعد أيّام على صفحات التّواصل والصّحف الإلكترونية.

تعريف وأهمية أدب الجسد (الإيروتيكي) من عدمه لدى الشاعر هاتف بشبوش:

التعريف:

 الإيروس Eros في الميثولوجيا اليونانية هو إله الحبّ ويعتبر أصل الخلق أحيانًا ولدى سيغمون دفرويد هو غريزة الحياة مقابل غريزة الموت . وهي كلمة تتضمّن الحنان والرّغبة العارفة . وهناك ثمّة تشابه لم يأتِ اعتباطًاً فتأتي كلمة أيروس مع كلمة (أير) بالعربية أوقضيب الرّجل وكما جاء في لسان العرب (الأيرُمعروف) وجمعه أُيرٌ أو آيار. كما نادى سيبويه الجرير وقال (يا أضبُعا أكلتْ آيارَ أحمرةٍ) . أو كما وصفه اديال علوي الكاتب اليساري الشّهير الأيروس بالعروس أوالعرسية.

الأهمية: الأيرو سأجمل من كتبه هو ريتسوساليوناني 1909 –1990

وقد تُرجمت أشعاره من قبل الشاعرالكبيرسعدي يوسف بكتاب جميل . ومنذ ذلك الوقت ونحن نعرف ما أهميّة أن نتعرّف على الحياة الجنسانية ولو بجزء بسيط منها كما وصفه ابشكل مثير الفرنسي ميشيل فوكو . كما وأنّني مقيمٌ في الدنمارك وهناك فيها أعظم ممّا يقوله الشعراء عن الأيروس ،هناك تمثالين شاهقين في منتصف مدينة أودنسا يمثلان عضوي الرّجل والمرأة.ويمرّ من خلالهما كلّ من الجالية المسلمة والأوربية . فهل هناك أكثر من أهمية هذا العمل الذي يجسد الأيروس؟.

تناول شعر الأيروس لا تجلب الشهرة: وأمّامنيقولمنأنّالشّهرةتأتيمنخلالتناولشعرالأيروسوالجنسفهذهلدىالعربفقطونفوسالبعضالضّعيفةفيتفكيرهاالضّئيلوالمنحطّالذييُعبّرعنسوءمداركهاوانحسارهافيأسفلالجسمحيثتوجدأعضاءخلقناالعظيموالإتيانبناللحياةالتينعيشها.ولكنّالفردالعربيمزدوجالشخصيةلا تستطيعأنتأخذمنهالصّحيحمنالخطأ.

وحول الازدواجية، يستشهد بشخصيتين أدبيتين: قبلأشهر ظهرتمنعلىالشّاشةالتلفزيونيةالصحفيةوالروائيةالمعروفةسلوىجراحوقالتأنالاأطلبالشّهرةعنطريقكتابةالجنسبينماهيتعيشفيبلدانالغربالذيأصبحالجنسفيهكماالشّرابوالطّعام،كماوأنّهاكتبتمقالاًنقديًاتمدحفيهأكثرروائيعربيتناولموضوعالجنسوالآيروتيكبشكلهالفاضحوغيرالوقوروهوبرهانشاويفكيفلناأننجدصحيحهامنخطئهافيهذاالمجال؟وأنالاألومهالأنّهاامرأةقادمةمنالشّرقمهمااعتلتالرّقيّوادّعتالتمدّنترضىلنفسهاأنتكونهكذا.ومثلهاالكاتبةالجزائريةأحلاممستغانميالتيضجّتالأسواقبكتبهاعنالجسدوالعاطفةوالحبّوالجنسلكنّهافينهايةالمطافرأيناهابوجههاالآخرالدّينيحيثحجّتمكةوأصبحتالحاجةأحلام.فأيّزيفٍهذاوأيّازدواجيةمقيتة هذه؟

أهمّ الشعراء أثّروا فيه: أنا كشيوعي أوّل ما وقعت سريرتي على شعراء هذا اللّون ممّن ناضلوا بحياتهم ووضعوها على كفوف الرّاحة وألقوا بها في مهاوي الرّدى دون خوف من البوليس السرّي ولا السّجون ولا الموت. ومن شعراء هذا الدّرب الخطير مظفرالنواب وبلند الحيدري والشّاعر الشعبي عريان السيد خلف ومن ثمّ شعراء المقاومة الفلسطينية محمود درويش والراحل محمودعبدالرحيم وسميح القاسم . ومن الشّعراء العالميين … لوركا ، بابلو نيرودا ، لويس أراغون ، ناظم حكمت ، إضافة إلى السّكير الشّهير أدغار ألنبو… واليوم يعجبني ما يكتبه المفكر والشاعر أدونيس من أشعار واضحة بعد إن مللنا من أشعاره الغامضة التي لم تنفع بلده وقرّاءه حسبما  يقوله هو من أن سوريا لم تستشهد بأيٍّ من أشعاره في إحدى كتب التّعليم المنهجي في سوريا. أحببتُ من الشعراء الكورد عبد الله كوران وشيركو بيركس وأحببتُ الأغاني الكُردية الخفيفة لحسن زيرك ومنها (ماما جياني ماما).

أما الروائيين : كثيراً ما يشدّنيا لروائي ماريو بار غاسيوس االذي أبدع في روايته (حفلة التيس) التي تناول فيها جمهورية الدومنيكان ورئيسها الأرعن وأمريكا وما فعلته هناك من جرائم ، ومن ثمّ الرواية الرّائعة للغاية (شيطنات الطفل ةالخبيثة ) . إنّه الروائي الذي تناول الضّمير وعقاب الضّمير بأسلوب مغايرلم يأت به أحدٌ قبله.

يؤكّد أن جمال النصّ هو الذي يلفت نظر النّاقد لإقامة مشروع الدراسة النقدية: أكيد النصّ أولاً وقبل كلّ شيء وإلاّ فيتحوّل النّقد إلى المحاباة والمعرفة والصّداقات التي تجعل النّقد في مراتب الملق الرّخيص. أستطيع القول من أنّ النقد هو العلاقة المجهولة والحميمة في نفس الوقت بين الكاتب والناقد ومن خلاله ما يتعرّف القارئ على المعرفة النقدية والبعد النصّي وبنيته والميت اسرد  من خلال هذه الآصرة التي تجمع الإثنين والتي تصل إلى القارئ جاهزة خالية من أيّ غموض عدا ما يتطلّبه النّقد من نواحي فنية أو النواحي المراد منها الاقتراب من الثورية والرمزية لغايةٍ في بوح الناقد في ظلّ ظروف قاهرة سياسيّاً أوا جتماعيّاً.

يشرح الفرق بين النقدين الثقافي والتنظيري بإسهاب: أنا شخصيًاً لو خيّر لي أن أختار النقد التنظيري ، تراني أكتب مئات المقالات ، بلكلّيو مأ ستطيع أن أكتب مقالاً .لكنّني أرى النقد التنظيري ضحكًا على ذقونا لأدب وقلّة المعرفة لدى الناقد وضحالة ثقافته فتراه يلجأ إلى النقد التنظيري المشبّع بمصطلحات ما أنزل بها الأدب من حاكمية.النقد التنظيري يعقد المعقد، أعني من أنّ القارئ يريد أن يعرف ما يكتبه الشّاعر فيأتيا لناقد التنظيري ليعطي القارئ شفرات ومصطلحات تجعله يلعن الشّاعر أوالروائي ومن ثمّ الناقد نفسه. بينما الناقد الثقافي والذي لديه مجال موسوعي ثقافي يستطيع أن يجعل القارئ وكأنّه يد خل

صالة سينما فيرى ويفهم على وجه السّرعة ما يدور من أحداث للقصيدة أو للرّواية ولن يحتاج إلى فكّ شفرة كاتب القصيدة لأنّه دخلها مرتاحًاً ومنشرحًاً عن طريق الناقد الذي حلحل رموز كاتب القصيدة أوالرواية.  لو أعطيك مثالاً على ما قاله أحد النقاد التنظيريين حول أحد الأدباء والذي يُصنف كناقد له وزن كبير، وأدرج أدناه جزءًا ممّا قاله :

(أنّ جوهر توصيف الميتا سردي تحدّد بقصدية القراءة المنهجية لهذه التقنية ، إذ أنّه المستوى المنهجي المسؤول عن تأشير معطى تأصيل هذا المفهوم ، وعن تحديد طبيعة اشتغالاته في المستويات البنائية في القصّة والرواية وغيرها أوعلى مستوى توظيفه المنهجي في مقاربة مستويات القراءة وإجراءاتها في التحليل والمعالجة ، وفي الكشف التناصي لعلائقها الداخلية وكسر بنية السرد  التقليدي في سياق تركيب هذه العلائق…. انتهى).

فهل تستطيع يا خالد أنت الشاعر والكاتب أن تشرح لي ما الذي فهمته من هذا الذي يدعي النقد بل أتحدّى أي ناقد أو ضليع في الأدب بدءًا من الناقد الكبير فاضل ثامر أن يقول لي ماأدركه عقله من هذا الناقد التنظيري وما أكثرهم أمثاله الذين أفسدوا الذائقة العراقية والعربية في مستوى انحطاط كتاباتهم النقدية.

ليس بالضرورة أن تكون ناقداً وشاعرًا في نفس الوقت، هذا ما قاله الأستاذ هاتف بشبوش: الناقد يُعتبر بالدرجة الأساس كما الحَكم الذي يترصّد أخطاء اللاعبين في كرة القدم على سبيل المثال أو لعبة الملاكمة ، فهو هنا المعيار الأساسي في إبراز أفضل لاعب أمام الجمهور الغفير في رفع يدي الملاكم معلنًاً انتصاره على خصمه ومنافسيه.

إذن، مهمّة الناقد إبراز الأديب وتقديمه للقارئ بما يليق ، كما وأنّ مقولة نزارقباني ” الناقد شاعر فاشل”  مقبولة نوعًاً ما مثلما نقبل حقيقة سيبويه اللغوي الأوّل لكنّه لا يفهم في الشّعر شيء .ليس بالضّرورة أن تكون شاعرًا ولغويّا رصينًا في نفس الوقت فالشّعر لا يُقاس باللّغة بل بالمخيال الشّعري ورسم صورالبوح ، كما ليس بالضّرورة أن تكون ناقدًا وشاعرًا في نفس الوقت ، ولكن إذا كنت في الحالتين حتمًا هنا كأرجحية في التّفضيل بين كونك ناقدً او شاعرًا . هذه هي قراءتي لما قاله الكبير نزارقباني وأنا أحبّه كثيرًا فهو شاعر المرأة بالدرجة الأساس والذي استطاع أن يظهر مفاتن النساء على طبقٍ من الجمال، أضفْ إلى ذلك من أنّ نزار أطلق هذه الكلمات لأنّه كان غيرمحبوبٍ آنذاك من قبل النقاد باعتباره شاعر الجنس والإثارة بينما الوطن العربي كان يعجّ بالثورية والنّضال ضدّا لطّغاة والمتجبّرين وإسرائيل. ومهما يكن من أمر لا بدّ من وجود النقاد في كلّ فترة زمنيّة وإلاّ أصبح الأدب فيه نوع من الفلتان لغياب الحساب والمتابعة والمديح والثناء والهجاء التي هي من مهامّ ا لناقد. ويختم شرحه هذا بمقولة “أكتافيو باث ” شاعروأديب وسياسي مكسيكي: النقد إبداع والإبداع نقد.

لا يكتفي بالنقد الأدبي المختلف عن بعض من أقرانه، بل بالنقد السينمائي مختلف أيضاً، لنقرأ أسلوب وإضافات الناقد السينمائي هاتف بشبوش في هذا المجال: أنا أكتب النقد السينمائي على غرار ممن احترفوا هذا النّوع من النّقد في السبعينيات والذي ظهر لنا في الكتابين المصريين (سينما الزمن الصعب)  وكتاب (سينما الحب) لكنّني أضفت له أبعادًا فنية كثيرة لم تتوفّر في هذين الكتابين أنا ابتعدتُ عن التهجين الذي يتناوله النقاد السينمائيين وأضفت العمق في المعاني المرتجية من الفيلم وما يريده الروائي والسيناريست والمخرج .واستطعت أن أشرح للقارئ أمزجة الممثل العديدة منها المزاج الصفراوي واللمفاوي والعصبي والدموي ، فالصفراوي يتمثل بالقسوة والغيرة والغضب وحبّ السيطرة أمّا اللمفاوي يتّسم بالخمول والكسل والقابلية للتأثّر بآراء الغير أمّا العصبي يتمثل بقوّة الخيال وهكذا لبقية الأمزجة فيستطيع القارئ من خلالها معرفة طبيعة الدورالمناط لكلّ ممثل .كما وأنّني من خلال هذا النقد أقدّم للقارئ ما هوالجميلوالأفضلممّاأنتجتهالسينماالعربيةوالعالميةمنآلافالأفلامالهابطةوالتيلا تستحقّ النظر والجلوس إليه ايعتبر مضيعة للوقت وما أكثرها اليوم في هوليود التي اختلفت كثيراً عن ذلك الزمن الجنائني الخلاّب وما كُنّا نراه على سبيل المثال لمارلونبران دواوفيلم (زباتا) أو العدالة المفقودة في السينما الإيطالية للممثل القدير (فرانكونيرو) أوالسينما الفرنسية وفيلم الغجري (ألانديلون) أوجميع أفلام فريدريكو فلليني المخرج الإيطالي الشهير.

في أدناه، مثال لكتاباته النقدية السينمائية: استطعتُ من خلال هذا النقد أن أدخل عامليْ الواقعية والميتافيزيقية في شرح ما ورائيات أحداث الفيلم بشكل تفصيلي غير محدّد وغير مملّ. يعني على سبيل المثال تناولت فيلم ( لعبة الجوع The Hunger Games) للكاتبة سوزان كولنز، فيلم خيال علمي من إنتاج عام 2012 وإخراج جاريروس ، وبطولة جينيفرلورنس ، هذا الفيلم يتناول فكرة السيطرة بالريموت كنترول على فريقين يتنازعان حتّى الموت كما في حلبة الرومان ، إمّا قاتلأ ومقتول وما من خيار لك حتّى لوكنت تقتل أخاكأ وحبيبتك وهذا ما حصل بالفعل حين التقى كلّ من الحبيب وحبيبته ويتوجّب النّزاع بينهما حتّى يموت أحدهما ، إنّه لموقفٌ عصيب لأنّ الريموت كنترول يتحكّم بهما ويستطيع أن يقتلهما معًا فعليهما أن يختارا هذا المصيرالأوحد وما من أثنين يبقيان في لحلبة ، وهنا يأتي دوري في الميتافزيق والفنتازيا وما يتطلّبه الناقد في التعمّق في الأبعاد الأخرى التي يبتدعها هو وما يراه من خلال أبعاد الفيلم. فرُحتُ أصوّر هذين الفريقين المتنازعين فيا لفيلم عبارة عن الأطراف الإسلامية اليوم التي  تتنازع بينها من خلال سياسة فرّق تسدْ التي زرعها فينا الغرب والأمريكان والريموت كنترول بيدهم وعلينا أن نقتل بعضنا بعضًا دون رحمة كما في الحرب الدائرة بين السنة والشيعة في اليمن أ و الحرب التي تشنّها تركيا ضدّ الكورد خصوصاً في عفرين ـ سوريا ، ومربط الفرس بيد الأمريكان وهكذا استطعتُ أن أتغلغل أكثر مع إضافة التشويق لكي يظهرالموضوع برّاقًا ومعنويً اأكثر في نفسا لوقت.

إضافة إلى ذلك، فقد تناول الناقد هاتف بشبوش هذا النوع من النقد السينمائي في تحويل الفيلم الروائي إلى قصّة قصيرة صغيرة بصورة مبسطة غير معقّدة ، والتي بإمكانها أن تخلق الإبداع ، لأنّ الثّقافة التي تأتي عن القراءة تخلق وعيًا كبيرًا بينما الثقافة التي تأتي عن طريق السّمع والصّورة تخلق تقليدًا جامدًا وهنا فرق شاسع بين الإثنين.

أهمّ مؤلّفاته ومضامينها باختصار :  لديّ خمسة دواوين شعرية مطبوعة تضمّنتْ البُعد السياسي للعراق ونضال الحركة اليسارية بالدّرجة الأساس لأنّني شيوعي منذ أربعين عامًا ولا زلتُ أنهلُ من هذا الفكر الذي علّمني معنى الحياة وكيف يكون الحبّ ولا معنى أن تتماهى في حبّ الأوطان . ولديّ ديوان مطبوع بعنوان نساء يتحدّث عن الأيروتيك لكنّني مازجته مع حبّ الوطن والمجتمعات وكيف ننظر إلى ميثولوجيا المجتمعات والشّعوب من خلال المرأة والأيروتيك الذي يربطها مع الرّجل وماذا تعني العلاقة بين رجل وامرأة، هل هي للتّناسل فقط والبقاء في الحياة أم لإرضاء الغريزة الجامحة بلاحدود أم هناك ترابط خفيّ بين الذكورة والأنوثة منذ الأزل وسوف تستمر إلى أجلٍ غير معروف؟ لديّ كتابان نقديان مطبوعان تجاوزا أكثر من ستمئة صفحة من القطع الكبير، تناولا العديد من الشّعراء والروائيين العراقيين وغير العراقيين ، وأسفي من أنّني لم أتناول لحدّ الآن الشّعراء الكورد وأملي أن أجد غايتي المنشودة في هذا المجال لكي أحقّق حلمي السّابق أثناء نضالي في السبعينيات من القرن الماضي بين إخوتي الكُورد الذين أحبّوني وأحببتهم. لديّ أيضاً كتاب سينمائي قيد الطبع وكتاب مقالات اجتماعية متنوعة وأربعة دواوين شعرية أخرى تحت الطبع. يعني بالمُجمل لديّ ثمانية عشر كتابًا حصيلة جهد الأيّام وسهر اللّيالي وطلب العلا في هذا المجال. موجع الذي لا ينتمي إلى عالم الطرافة ونعومة الحياة.

أما عن مشاركاته في الندوات والمهرجانات، أجاب قائلاً: اشتركت منذ السبعينيات وأنا في جامعة السليمانية  بكردستان العراق في أوّل مهرجان لي بحضورالشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة بنصّ ما زلت أتذكّره جيداً (وقفة على رصيف العاطفة) والنصّ من عنوانه يدلّ على العمر المراهق يحيث كنت أنذاك في عمر الثامنة عشر فأهدتني لميعة كتابًا وقالت لي بعد مصافحتها من أنّ هذا الكتاب لأصغرِشاعرٍعرفَتْهُ.

شاركتُ في المهرجانات العديدة للحزب الشيوعي أنذاك وكنت أكتب في طريق الشعب الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي العراقي . واليوم شاركت وسوف أشارك في الكثير من المهرجانات المحلية والدولية في بلدان المنافي . في السويد والدنمارك والعراق . كما وأنّني كنا قد قدّمت الشاعر الكبير يحيى السماوي في مهرجان أقامته ممثلية التيار الديمقراطي في الدنمارك وسوف أقدّم في سبتمبر القادم الشاعر الكبير خلدون جاويد بعد اعتكافه فترة طويلة من الزّمن بسبب المرض .

يصف انطباعه عن الاغتراب كـ انفصال الخيط الرّفيع الممتدّ بين ذاكرة الطّفولة والكبر، ولذلك المنفى يعني ابتعاد المرء عن أرض الصّبا والمنشأ الذي تربّى وترعرع في هو التصقت أقدامه وشربت من ترابه . فالاغتراب يضيف ألمًا آخرا مضاعفًا للشّخص المنفي وخصوصًا المنافي القسرية التي يلجأ له االشّاعر أوالكاتب نتيجة الابتعاد عن الطّغاة والحكّام الجائرين . وهذا بحدّ ذاته يضيف تجربة أخرى للإبداع نراها تنفجر في كلّ لحظة يصطاد بها النّسيان سمكة الذاكرة فتظهر بشكل لواعج حزينة وثورية في نفس الوقت أو أحيانا تطغى الرومانسية في البوح الباكي على أطلال الوطن وماتركه هناك الشّاعر من مدن وأزقة وأمكنة و أحبّة ظلّت تضرب في الخيال السّارح للكاتب . ويضيف: أنا شخصيّا كتبت الكثير عن المستقبل الذي كنتُ أنشده قبل اغترابي وحين وصلت بلدان المنافي حيث وجع الاغتراب قلت : ضيعتُ حقيبة أيامي وراءَ هذا الذي يُكنى مستقبلا وإذابهِ…. سراب.

ويأتي به بالمثل: الغربة والاغتراب كثيراً ما عانى منها اليوناني الشّهير كافا فيسو الذي أصبح مضربً الأحزان الذين ابتعدوا عن أوطانهم وأمكنة صباهم فراح يقول : قلتُ: “سأذهب إلى بلاد أخرى ، سأذهب إلى ضفّة أخرى ، سأجد مدينة أفضل من هذه المدينة . كلّ جهودي محتومة بالفشل  وقلبي متمدّد ومدفون كما لو كان ميتًا . لن تجد بلادًا جديدة ، لن تجد ضفة ثانية ، هذه المدينة ستطاردك . سوف تمشي في الشّوارع نفسها ، ستشيخ في الأحياء نفسها .

أهمّ المخاطر والمضايقات التي تعرّض لها في حياته: منذ أن عرفتْ مدارك يمعنى الحرية والحبّ وهذه بدأت معي وأنا في عمر الخامسة عشر فأصبحت أشعر بالمضايقات من وطن كلّ شيء في هي حطّم النّفس المريضة بالدّرجة الأساس في مجتمع لا يليق بالذي يمتلك أحاسيس الحبّ بشطر يهلل وطن والحبيبة أو العقيدة في السبعينيات ، ولذلك أنا أحسد الرّجل الأمّي الذي لا يقرأ ولا يكتب لأنّه يعيش الحياة على سليقتها دون التّفكير في العمق القاتل منها .أمّا أهمّ المخاطر فهي بالتّأكيد تلك التي سُجنت بها في السليمانية في سجنها المركزي في السبعينيات حيث كنت طالبًا في الجامعة . ومن ثمّ في الجيش حيث اعتبرت سلطة البعث أنّ خطر الشيوعية هو الأكبر عليها فأعدمت الجندي لاعب كرة القدم الشهير ( بشاررشيد ). فهذه بحق كانت سنين الرعب والموت في جمهورية الرّعب البعثية التي عشتها ولم أصدّق أنّني نجوت منها وما زلت على قيد الكتابة والشّعر والإبداع وممارسة الحبّ.

مواقف الحزب الشيوعي العراقي من القضية الكُردية: فيعام 1935 طرح الحزب الشيوعي العراقي في صحيفته «كفاح الشعب»شعار استقلال كردستان. وأكّد في وثائقه البرامجية على حق تقرير المصير للشعب الكُردي ، وحق الأمة الكردية في كافة أجزاء كردستان في تأسيس دولتها الوطنية الموحدة. واستنكر حملات الإبادة والإعدامات التي اقترفتها الحكومة العراقية منذ الثلاثينات القرن الماضي ضد الشعب الكردي .ولم تقتصر مواقف الحزب على الشعارات السياسية فحسب وإنما في النضال الدؤوب ولذلك في 1943 استنكر الهجوم الذي شنته الحكومة العراقية على منطقة بارزان ، وكان شعاره المرفوع في الستينات «الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان » شعاراً للحركة التحررية القومية الكردية. وفي السبعينات تحول إلىا لحكم الذاتي الحقيقي. كما دعم الحزب الشيوعي أيضاً جمهورية مها باد الكُردية التي أنشئت في كردستان إيران عام 1946.

أما مواقفه وعلاقاته مع الكُرد على الصعيدين الأدبي والشخصي:

على الصعيد الأدبي : كتبتُ نصاً عن الكُرد بعنوان (نوروز يتكلّم) منذ سنين عديدة وكتبت نصاً عن فتاة كردية انتحرت في هولير (إربيل) عاصمة كُردستان العراق بسبب الضائقة المالية قبل سنتين ، ومواضيع عديدة تناولتها في أطروحاتي النقدية المتعددة.

على الصعيد الشخصي : كانت تربطني مع الكُرد علاقة وطيدة جداً كطالب في جامعة السليمانية 1976-1980 ومن ثمّ هناك رابط مشترك كان يجمعنا هو كرهن الحزب البعث العراقي المجرم وتصدّينا لرجاله المجرمين في كلّ نضالنا وحركتنا الوطنية أنذاك حتّى انتهت فترة الجامعة وبقيتْ علاقاتنا حتّى اليوم حيث هناك فرصة واسعة عن طريق التّواصل الاجتماعي في الفيسبوك والتلفون ، وما أجمل صديقي  الكوردي الذي بقي على العهد معي ( محمد أمين صابر) الذي أنجز ليعمل اًقبل أيّام في كردستان ولي معه عهدًا من أنّني سأزور السليمانية في قادمات الأيام حيث هناك جميع أصدقائي الكرد وحتّى هذها للحظة هناك علاقات ورسائل بيننا مستمرّة . هناك العلمانية في السليمانية التي طالما كنت أنشدها مع زملائي الكرد الشيوعيين وغيرالشيوعيين.

الحبّ والنّساء في حياة الشّاعر والناقد هاتف بشبوش:

 ابتسامة المرأة الجميلة شعاع من أشعّة الشمس…. فولتير. الحبّ في توصيفه على العراقي معناه الخبل أوالجنون في تلك الأيام السبعينية التي عايشتها ، أو الشّرود إلىقاع اللّجاجة حين تحبّ فتاة قريبة منك وفي زقاقك وتراها كلّ يوم تمرق من أمامك في شارعٍ ما أو أمام منزلها لثوانٍ و ما من راحة و شفاء غير وصالها ، و هذا لن يحصل للعقبات التي تمنع الزواج في وقت مبكر في دخل المحبّ في تلك الدوامة القاتلة ( وأمرّما يلقى المحب من الهوى… قرب الحبيب وما إليه وصالُك العيس في البيداء يقتلها الظمأ …والماء فوق ظهورها محمولُ ). أمّا الحبّ اليوم من طرف الرّجال فأنا وصفته في فلقةٍ بسيطة وقلت : الفرقُ بيني وبينكِ كبيرٌيا لطيفتي فأنتِ تبحثينَ عن ذريعةٍ للحبّ وأنا أبحثُ عن غرفةٍ وسرير.

علاقاته الخاصة: أنا شخصيّا مرر بالعديد من محطّات الحبّ فكنت عاشقًا وأنا في عمرالرابعة عشر ولمأ عرف وقتها ماذا يعنيا لحبّ والجنس ولكنّني كنتُ كلما لامستُ أناملَ جارتي التي كانت تجايلني بالسنّ أشعرُ وكأنّ خدرًا خفيّا يدخل أعماقي . وأمّا أوّل قبلةٍ في مراهقتي فكانت وقوفًا فضربتني صاعقة أجلستني على ا لفور، وإلى هذا اليوم مررت بالعديد من محطّات الحب ، لكنّ القدر في كلّلحظة لم يحالفني في المضي سوية لإكمال مشوار الحياة .وفي هذا اليوم الذي أكتب فيه حوارنا معك أيّها الصّديق أنا في حبٍّ عارمٍ مع إحداهنّ وأشعر أيضًا من أن الحظّ مرّة أخرى يقف أمامي حائلاً دون المضيّ قدمًا في إكمال الحبّ والحياة معًا نحو الأبديّة الهادرة كما البحار.

وينهي الشاعر والناقد هاتف بشبوش حوارنا معه بالقول:

 في النّهاية أقول ما منشيء يقلّل عزاءنا وآلامنا غيرمملكة الشّعروالإبداع ، ومن خلالهما

لا بدّ لنا أن نسعى لخلق عالمٍ بدون سيطرةٍ وإكراه ، عالمٍ بدون حواجز أو حدود ، لا بدّ لنا أن نخلّف وراءنا شيئاً يُذكر حتّى وإنكنّ امنأ ولئ كالذين قُدّ رلهم أن يموتوا بين الكتب. أطنان مودّة وهكتار حبّ لصديقي الشّاعر والكاتب المبدع خالد ديريك.

 

حوارأجراه: خالدديريك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!