خالد ديريك يحاور الكاتبة السورية سهير مصطفي

آفاق حرة

الكاتبة سهير مصطفى: أكتب لأطفالي وأطفال بلادي الحزانى المقهورين

تجد الكاتبة سهير مصطفى نفسها في القصة القصيرة جداً، لأنها الأقرب إلى قلبها، وكانت بداية كتاباتها بها

ـــــــــــــــــــــــــــ

سهيرمصطفى من محافظة طرطوس ـ سوريا م نمنطقة جبلية تدعى نهرالخوابي. درست معهد متوسط للصناعات الغذائية بدمشق ، وهي حالياًموظفة ، محللة مخبرية بمطحنة الحب وبالسلمية. متزوجة ، لديها ثلاثة أولا د(بنتان وولد)، وتسكن في مدينة السلمية بريف حماة.

تكتب القصة القصيرة والقصيرة جداً، وبعض النثريات والخواطر. حديثاً، كتبت بعض قصص الأطفال ، وتح بالرسم كثيراً

حصلت على الكثير من التكريمات من روابط كثيرة بالعالم الافتراضي ، فازت من خلالها على مراكزمتقدمة ، بالإضافة إلى مشاركات كثيرة بمدينتها

لديها مجموعة قصصية مطبوعة بعنوان “بعدالغروب”

لا تعتبر سهيرمصطفى دخولها في مجال الكتابة تورطاً أومن قبيل ذلك ، إنما متنفسها لتكتب ما يجول بخاطرها من أفكارتترجمها قصصاً قصيرة.

 

قالت الكاتبة سهير مصطفى: عندمااجتاحت رياح التغيير بلدي سورية ، آلمني جداً ما وصلنا إليه ، زكمت أنفي رائحة الدماء ، وخصوصاً عندما فقدت بعض من أصدقائي في هذه الحرب المجنونة ، فالتجأت إلى الكتابة لأعبر بها عن مدى حزني وألمي

تستقي قصصها من الواقع،أحياناً كلمة أو حدث ما يوحي لي بقصة . ومن طقوسي ، أحب الكتابة ليلاً. والكتابة القصصية تتنوع وتتعدد ، وكل ذهب بمذهبه فمنهم من دعا إلى تلغيزها حتى باتت كال أحجيات. أنا لا أحبذ هكذا الكتابات ، إنما أحب أن أكتب بلغة بسيطة قريبة من الجميع حتى يستطيع فهمها أي شخص يقرأها.

أهم الفروقات بين أنواع القصة: القصة القصيرة جداً، مكثفة جداً، تحتاج إلى عنوان موحٍ غير فاضح لما تحتويه القصة وسرد جميل ، وتحتاج أيضاً إلى قفلة مباغتة وقوية ، لاتتجاوز عدد أحرفها الخمسين حرفاً.

نعم ، القصة القصيرة جداً جنس أدبي حديث العهد أتوقع أنهأ حدث تماشياً مع عصر السرعة الذي نحن فيه، حيث بكل ما تقليلة تستطيع التعبير عما تريد قوله بعيداً عن الإطالة في زمن الأغلب لايحب قراءة القصص القصيرة أو الطويلة وخصوصاً على الشاشة الزرقاء.

أما القصة القصيرة والطويلة تختلف عنها كثيراً إذ تستطيع أن تعبر بالكلام أكثر، ليست مقيدة بعدد أحرف ولا تحتاج إلى القفلة المباغتة.

وأجد نفسي بالقصة القصيرة جداً لأنها الأقرب إلى قلبي وكانت بداية كتاباتي بها

ترى بإن القصة ليس فناً هامشياً، بل حازت على الكثير من الاهتمام من قبل الجميع، وأراها في الأيام القادمة ستتفوق على فنون كثيرة من الأدب. هي السهل الممتنع الممتع فلا كل من أراد كتابتها استطاع.

عن مجموعتها القصصية قالت: “بعدالغروب” أي بعد فوات الأوان هي عنوان قصة قصيرة بمجموعتي وعنوان قصة قصيرة جداً ، لذلك اخترته عنوان لكتابي .

تنوعت القصص في مجموعتي ، وليس لها موضوع محدد ، هناك قصص تحكي عن واقع الحرب وأخرى اجتماعية ، لكن الأغلب تدور حول الأوضاع الراهنة

أدب الطفل:أدب الطفل  مستوحى من الواقع،حتى القصص التي نكتبها بشكل لا شعوري، نكتبها من وحي الواقع. إذ لا نستطيع الابتعاد عن واقعنا المؤلم وحتى لو حاولنا نعود مباشرة لننغمس بأحداثه إلا إذا كان الأديب حالم اًو أغمض عينيه وكتب من وحي خياله.

تضيف: في قلبي طفل لم يكبر بعد ولا يريد أن يكبر. أحب أن أكتب له. أكتب لأطفالي وأطفال بلادي الحزانى المقهورين ، مع أنها ما زالت مجرد محاولات إلا أنني سعيدة جداً بها وإن شاء الله أستطيع المضي فيها.

لكن، للأسف نحن مقلون بالكتابة للطفل فمن الصعب جداً الكتابة له مع أنه بأمس الحاجة وخصوصاً في هذه الظروف العصيبة. أتمنى أن يلقى أدب الطفل الاهتمام أكثر في القادم من الأيام.

تستوقفها القصص الجميلة بغض النظرعن كاتبها ، هناك العديد من الكتاب الذين تأثرت بهم سواء على المستوى السوري أوالعربي. أقرأ لهم وأستفيد من ملاحظاتهم.

الجوائز والأمسيات: أضافت لي الجوائز والتكريمات الكثير، كانت حافزاً منذ البداية للمضي بالكتابة ، فلو لم ألق الدعم والتشجيع لما استمريت بالكتابة.

أماعن الأمسيات الأدبية فهي شيء مختلف تماماً ، فقد أضافت ليا لكثير أيضاً ، منها ، قوة الشخصية وعدم الخوف من الإلقاء المباشر، وأضافت لي أن ألتقي بأناس حقيقيين بعيداً عن الاختباء خلف الشاشة.

وتؤكد بإن المرأة العربية تعيش حالة من البؤس والشقاء والحزن :أهم قضاياها الآن هي فقدان أبناءها في الحرب ، فالكثير من نساء بلدي فقدن أولادهن، وأحيانا أكثرمن ولد

المرأة تعاني أيضاً من صعوبات العمل، والتنسيق بينا لعمل داخل البيت وخارجه فهي تتعب كثيراً في تعليم أبناءها ، في الوقت الذي أصبحت فيها أكثر ثقافة فأصبحت أكثرعناية بتعليم أبنائها. بالإضافة إلى ماتعانيه من فقر. طبعا أنا لا أملك حلاً، الحل بأيدي الكبار.

نماذج من قصص، القاصة الكاتبة سهير مصطفى:

وراثة

تعلقت بطرف ثوبي ، كأنها تراني لأول مرة، تمتمت بكلمات لا أفهمها ، حاولت الطبطبة عليها ومداعبتها ؛ هكذا كانت تفعل ونحن صغارا.

 

كواليس

عائد من الموت ألتحف كفني ، وجدتهم يعتمرون طاولة مدورة ، يحتسون النخب ، يرقصون على الجرح ، تناثرت جثتي ذرات تلعن الحرب والساسة.

 

وفاء

مترددة عدت أجر غربتي بخيبتي ، تنكروا لي ، وحده كان ينتظرني ، مبتسما يتزين بالشريط الأسود.

 

تحدي

كانت الشمس قد قاربت على المغيب ، ولم يعد باستطاعتها أن تتحمل الشوق ، وسط تنبيهات أمها لعدم مغادرتها البيت إلا بإذنها ، ارتدت ثيابها بسرعة ، وبغفلة خرجت خلسة دون أن يدري بها أحد  ، كان الجو ماطر او هذا لم يمنعها من السير بسرعة تحت زخات المطر، والأفكار تدور برأسها ، تتذكر أول لقاء وسريته ، وكيف تبلل رأسيهما بالماء ، وتلك الكذبة التي تذرعتها لتقولها لأمها لتجد حجة تغادر بسببها ، تبتسم !، ثم تذكرت كيف غافلها بأول قبلة من خدها واحمرت خجلا ، تجد في السير وذاكرتها مليئة بالذكريات ، وكيف خلعت حذاءها وأمسكت بيده وبدأ ايركضان تحت المطر ، تنهمر الدموع م عينيها عندما تذكرت لقاءهما الأخير…

كانت قد قاربت على الوصول ،هاهي تدخل إليه ، جلست. وضعت رأسها على الشاهدة قبلتها ، رفعت يديها إلى السماء ، قرأت على روحه الفاتحة ، ثم عادت سالكة نفس الطريق كما جاءت خلسة.

 

أحقاب

قتلني بصمت ، وضع جثتي بغرفة صدئة ، أغلق البا ببمفتاح غدره ، عشرون عاما وأنا أنتظره خلف نافذتي ، وأرسم على صقيعها ثمرة إثمه.

 

غيم

عشقته من وراء حجاب ، أصرّ أن يلقاها بأبهى حلّة ؛ تقدمت بخطواتها الرشيقة ، فتنت بجماله ، وجسده البضّ ،نظارته السوداء لم تستطع إخفاء آثار الحرب.

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!