الشاعر رضوان بن شيكار يحاور الفنان التشكيلي والكاتب عبد الرحمان الصقلي المقيم ببلجيكا في زاويته أسماء وأسئلة

 

آفاق حرة

أسماء وأسئلة : إعداد و تقديم: رضوان بن شيكار

تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.

ضيف حلقة الاسبوع الفنان التشكيلي والكاتب عبد الرحمان الصقلي المقيم ببلجيكا

** كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟

عبد الرحمان الصقلي، رأيت النور في قبيلة بني سيدال بتاريخ 09 مارس 1955 أنا إنسان يعيش في بلجيكا التي أعتبرها وطني الثاني. هدفي في الحياة هو البحث عن الحقيقة والدفاع عنها، مع نشر قيم التسامح والاحترام والعدالة الاجتماعية بين الناس. أقضي أوقاتي في الدراسات والكتابة، وكذالك الإبداع الفني في الرسم والتصوير وتنظيم المعارض الفنية.

** ماذا تقرأ الآن وماهو اجمل كتاب قرأته ؟

أجمل كتاب قرأته هو “هكذا تكلم زرادشت” للفيلسوف الألماني فريديريك نيتشه.
وكتاب الفيلسوفٌ الهولندي البهودي باروخ سبينوزا عن الأخلاق. ويُعَدُّ من أهمِّ فَلاسفةِ التنويرِ الذين عاشوا في القرنِ السابعَ عشَر. والذي قال عنه الفلاسفة:
1ـ ”سبينوزا نقطة حاسمة في الفلسفة الحديثة، الرهان هو: سبينوزا أو ليس هناك فلسفة… فالفكر يجب أن يصعد إلى مستوى الإسبينوزية قبل أن يصعد إلى ما هو أعلى منها، أتريدون أن تكونوا فلاسفة؟ إبدأو بأن تكونوا سبينوزيين“ ـ هيجل

2ـ ”سبينوزا نقطة حاسمة في الفلسفة الحديثة، الرهان هو: سبينوزا أو ليس هناك فلسفة… فالفكر يجب أن يصعد إلى مستوى الإسبينوزية قبل أن يصعد إلى ما هو أعلى منها، أتريدون أن تكونوا فلاسفة؟ إبدأو بأن تكونوا سبينوزيين“ ـ هيجل
3ـ ”أنا مندهش، مبتهج، أنا لا أعرف سبينوزا جيدا، لكن أحس بنفسي منجذبا إليه ليس فقط لأن له نفس إتجاهي… هذا المفكر، غير العادي، والذي كان وحيدا بشدة، قريب لي بشدة“ ـ نيتشه
4ـ ”لا أعرف غير سبينوزا الذي عقل بشكل جيد، لكن لا أحد يستطيع قراءته“ ـ فولتير
5ـ ”أعترف بكل سرور باعتمادي على تعليمات سبينوزا، رغم أنني لم أتكلف عناء الإشارة إليه باسمه“ ـ فرويد
6ـ ”كم أحب هذا الرجل الشريف، وحتى الكلمات تعجز عن ذلك، إنه لم يخش البقاء وحيدا مع هالته المشعة“ ـ أينشتاين
هذه الأقوال والشهادات في حق هذا العبقري الفريد من نوعه، أسوقها لمعرفة مدى أهمية فلسفته العلمية والواقعية التي تحلّ معظم مشاكل الإنسانية لوْ أمكن تطبيقها، الإشكالات الوجودية، الفلسفية الميتافيزيقية ، والاجتماعية والسيكولوجية والأيكولوجية الخ. إنها فلسفة عظيمة يجب تدريسها في جميع مدارسنا بدل بعض المواد العقيمة التي عفا عنها الزمن. ولتفكيره الذي تجاوز عصره، هذا ما لاقاه من شعبه ورجال الدين وتجاره من ويلات وتهميش في حياته:
في 26 من يوليوز سنة 1656، أصدر مجلس اليهود الأعلى بأمستردام تصريحاً بنفي سبينوزا، وفي 27 يوليو من نفس السنة، أصدر الكنيس اليهودي أمر الحرمان الكنسي والطرد من المجتمع اليهودي، المسمى بـ”חרם“ أو ”herem“ [وهو أشد أشكال الإقصاء من المجتمع اليهودي. يعتبر من صرح باسمه كافرا ومن أولياء الشيطان، لا يقترب منهم ولا تذكر أسماءهم إلا باللعن]، قال الكنيس فيه:
”اللعنة عليه، اللعنة عليه في الصباح والمساء، اللعنة عليه في دخوله وخروجه، اللعنة عليه إلى الأبد، فليمسح أسمه من هذا العالم، وليجعل الإله منه معزولا عن اليهود، ولينزل عليه كل اللعنات… وأنتم الذين تعلمون الإله وتعرفونه، اعلموا أنه يحرم عليكم أي علاقة به، لا كتابية ولا كلامية، لا يقدم له أحد خدمة ولا يقترب منه أحد أكثر من أربعة أمتار، لا يجالسه ولا يكون معه تحت نفس السقيفة، ولا أحد يقرأ كتاباته…“

** متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟

بدأت الكتابة عندما كنت أدرس في الرباط في الرابعة الثانوي. وقد نشرت لي جريدة “المحرر” أنذالك قصة قصيرة في صفحاتها الأدبية. ثم مسرحية شعرية تنتقد هيمنة التقاليد الغابرة على عقول الناس وإغراقهم في جهل مطبق. وبعدها نشرتْ لي جريد العلم الثقافي قصصا أخرى. وهذا كان حافزا لي للاستمرار في الكتابة والتعبير الأدبي. أما الشقّ الثاني من السؤال لماذا أكتب؟ أقول باختصار شديد،
الكتابة حاجة نفسية للتعبير عن معانات وبهجات الحياة، وبعض المنعطفات الصادمة. فبالكتابة ندافعُ عن شقائنا وبؤسِ العالم وبؤس الوطن. وهي نوع من التّداوي بالكلمات…

** ماذا تمثل لك مدينة الناظور؟و ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟

هناك الكثير من الأماكن تعوّدناها وسبق لنا العيش فيها والاحتكاك مع أهلها وشوارعها وأزقتها الخ. منها قريتي التي وُلِدتُ فيها ورحلنا منها وفي عمري خمس سنوات، والرباط التي درستُ وعشتُ فيها سبع سنوات، وهناك بروكسل حيث أُقيم منذ أربعين سنة… ولكن يبقى الناظور هو المهيمن على حنيني لوجود عائلتي فيه ومعظم ذكرياتي المتناثرة في أزقّته وأحيائه. ذالك لأن العامل الثقافي يطغى على الموقع الجغرافي للارتباط بمكان ما.

** هل انت راض على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟

الكاتب الجادّ الذي يسكنه الطموح، يبذل قصارى جهده لِإخراج عمل أدبي معيّن إلى الوجود. فيفرح عندما يُنشَر عمله ويُوزَّع في المكتبات العمومية، ويعرفه الناس.ولكن سرعان ما يتحوّل هذا النجاح إلى أساس ليبني عليها أهدافا وإبداعات أخرى أعلى. فهو دائما يحاول تجاوز مستواه إلى مستويات أرقى. ويبدع أدبيا أو تشكيليا أعمالا أصيلة.
أما فيم يخص ألمستقبل، فلي مشاريع عديدة بعضها بدأتُه كرواية “النبي هاجر” الذي لقيَ نجاحا منقطع النظير، ومجموعة قصص قصيرة شيّقة. فضلا عن مجموعة من الدراسات يجب إنهاؤها حول المدارس الفنية وتياراتها واتجاهاتها الحديثة والمعاصرة. ودراسة مهمة أخرى حول اِتجاهات الفن التشكيلي في المغرب. كل هذه المشاريع الرئيسية سأنهيها حين سيتوفر الوقت لذالك.

**متى ستحرق اوراقك الابداعية وتكسر فرشتك وتعتزل الكتابة والفن بشكل نهائي؟

هذا الافتراض غير وارد ومن رابع المستحيلات، ولا يمكن أن يحصل أبدا لِأسباب عديدة:
ـ منها أنني إذا لم يكن عندي هوايات أحبها وأشتغل عليها وأمضي فيها أوقات فراغي كما أفعل الآن مع الفن التشكيلي والروايات، فسيذبل وجودي ويصير عبثا وعُمرا ميؤوس منه، وسيكتسحني الضجر والملل والروتين، ويطردني من البيت هائما أتسكع في الشوارع والمقاهي، فالضجر أعدى أعداء الإنسان. فضلا عن كون فا أُشغل به وقتي من مواهب، يخفّف من القلق الميتافيزيقي، ويُضفي شيئا من المعنى على الوجود العبثي الذي لا معنى له في نظري.

** ماهو العمل الابداعي او الفني الذي تتمنى ان تكون صاحبه وهل لك طقوس خاصة للابداع؟

في بداية احترافي لهذا الفن التشكيلي في العقود الماضية، كان أيّ عمل فني أو لوحة أراها، إلا ويسيل لعابي وأندهش وأتمنى أن أكون صاحبها وراسمها، وكم من رسم يمثل هذه اللوحات اشتريتها من مكتبات مليلية لِأرسمها وأبيعها. ولكن في الواقع ليس هناك اليوم أي عمل فني إبداعي أتمنى أن أكون صاحبه، لم أعد أندهش كما قبل لِرؤية الأعمال الفنية العالمية، لِأن الأعمال الإبداعية هي مجموعة من التقنيات التي استعملها الفنان للوصول إلى إنتاج اللوحة، مهما كانت درجة التقنية والجمال التي تتمتع بها. وهذه التّقنيات أملكها، وبواستطها يمكن إبداع أي عمل فني مهما بلغتْ درجة تعقيده أو قيمته الفنية. في الحقيقة، عندما تكون فنانا في المستوى ومُتمكِّن من تقنيات الصباغة ودِقّة الرسم وانسجام الألوان الخ، فما يجب أن نتمناه ليس أن نكون صاحب هذه اللوحة أو تلك، وإنما أن نكون عشنا في نفس حِقبة ذالك الفنان صاحب اللوحة (التي نتمنى أن نكون صاحبها). فالتّقادم ومرور الزمن، وكل الدعايات المصاحبة لها خلال عقود وقرون، هو الذي يجعل اللوحة أو العمل الفني غاليا وفي مرتبة يتمنى أي واحد أن يكون وراءها، أي مبدعها. معروف أن الفنان لا يُكرَّم وترتفع قيمته وقيمة أعماله إلا بعد موته، بمعنى أنني سترتفع قيمة أعمالي حين لا أكون. وهذا النوع من قوانين السوق الرأسمالي عبث. لِأن عامل خارجي لا علاقة له بالقيمة الإبداعية الحقيقيةللعمل، ويتدخّل كمعيار لوزن وتثمين قيمة العمل الفني! سبق لي أن نشرتُ في إحدى صفحاتي مقالا يتناول هذا الموضوع الإشكالي الذي أطمخ وأتمنى تعميقه وتطويره على شكل كتاب يبحث ويحلل عملية الإبداع الفني في المنظومة الرأسمالية التي ترتكز على الربح فقط.

**هل للمثقف والفنان دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها ام هو مجرد مغرد خارج السرب؟

المثقف شخص تؤرقه مشاكل الإنسانية ويحاول تنظيرها وتحليلها وإيجاد الحلول المناسبة لها. فهو ضمير الأمة، يتأثر ببيئته ومحيطه الاجتماعي ويؤثّر فيها سلبا أو إيجابا. وفي خضمّ هذه العلاقة الجدلية بينهما، يحاول المثقف أن يتأقلم ويغير ما يمكن تغييره من الشّوائب. فالثقافة هي موقف وليس مهنة كما يقول الفيلسوف الوجودي الفرنسي جون بول سارتر. المثقف الذي لا يترجم فكره إلى فعل، ولا يتحسس آلام شعبه، لا يستحق لقب المثقف. وهذا ينطبق على كل فنان ملتزم. أعطي أمثلة من الفن التشكيلي:
ـ لوحة “كرنيكا” الواقعة في إقليم الباسك لبيكاسو الإسباني التي توجد نسخة منها في أروقة الأمم المتحدة. هذه اللوحة السريالية التكعيبية صرخة احتجاج ضد مجازر الجنرال فرانكو الفاشي الذي دمّر هذه البلدة التي كان يعيش فيها الفنان العالمي مع عائلته. والتي غارت عليها طائرات حربية ألمانية وإيطالية في يوم 26 أبريل عام 1937، فدمّرتها بالكامل بالقنابل. وحسب إحصاءات الحكومة كان هنالك 1654 قتيلاً و800 جريح، من أصل 7000 من إجمالي السكان. لم يقف إنسانية بيكاسو على الحياد، في حادثة قصف قريته وقتل سكانها. فأثارت تلك المشاهد المأساوية أثارت وجدان بيكاسو، وأشعلت في نفسه سخطاً كبيراً على وحشية هذه الحرب، فأنتج رائعته الخالدة التي أسماها باسم القرية المنكوبة Guernica… وقد قال يوما:
“إن الفن لم يخلق لتزيين الغرف؛ إنه آلة يستخدمها الإنسان من أجل الحرب والدفاع ضد الأعداء، وكما بدا لنا من خلال المعارك التي مضت أنه على الإنسان أن يقاتل كل ما يهدد حرية التعبير”
بابلو بيكاسو
ثم يقول:
Avant de déformer il faut savoir former.
بمعنى قبل أن تبدأ من القمة، إبدأ من الأساس، أي قبل أن ترتمي في التجريد، يجب أن تمرّ من الواقعية أو الانطباعية على الأقل

للوحة العالمية الشهيرة “غرنيكا” التي أبدعها الفنان الكبير بابلو بيكاسو، وجسد فيها مأساة بلدة إسبانية دمرتها الحرب الأهلية،

المثال 2ـ لوحة الفنان العالمي سلفادور دالي، “الحرب الأهلية” السريالية التي كانت أيضا صرخة احتجاج ضد الجنرال فرانكو الإسباني الذي قام بالانقلاب العسكري ضد الملكية. الموضوع واحد، ولكن كل فنان يعالجه بطريقته وأسلوبه الخاص.

** ماذا يعني لك العيش في عزلة اجبارية وربما حرية اقل بسبب الحجر الصحي؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟

أنا إنسان رهين المحبسين منذ زمان، كنت أقضي دائما وقتي في الرسم والقراءة والعزف على القيثار، لدرجة كانت أمي رحمها الله تسميني “المحجول. كنتُ دائما كثير الانعزال بسبب انشغالاتي الفكرية والفنية. يكفي أنني خلال مهنتي كأستاذ كنت أقضي خلالها أوقاتي في الذهاب والأياب إلى المدارس والمعاهد التي كنت أدْرس وأُدَرِّس فيها، ما يبقى لي من الوقت خارج العمل أقضيه معتكفا في بيتي أمارس هواياتي المفضّلة وأنمّيها. لهذا فالحجر الصحي لا يعني لي شيئا ولا يزعجني أبدا.

** شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا ؟

كفنان، هناك الكثير من الشخصيات التي أثّرتْ في مساري الفني ومدّتني بحوافز أقوى لِلاِستمرار في طريق الإبداع. منها الكاتب العام لِإقليم الناظور، الباحث التاريخي السيد بنعزّوز أحمد الذي كان يأتي عندنا في دار الحاج حدّو الضيقة، كما كانت داره مفتوحة لي أزوره كلما كان بحاجة إليّ لِأرسم له بعض المسائل كبعض الشخصيات التاريخية، وشعار الغرفة الفلاحية بالصباغة الزيتية على لوح كبير..إلخ. وهو الذي نظّم لي أول معرض في حياتي بالعمالة الجديدة سنة 1973، والذي أذاعته القناة المغربية الأولى. وكذالك عامل إقليم الناظور السيد بوشتة تفاوتي الذي ساعدني هو وبنعزوز أحمد على الحصول على منحة لِدراسة الفنون التشكيلية في إسبانيا أو الرباط. وأخيرا أتمنى لقاء الرائع الفنان عبد النبي الجراري الذي استظافني لِأعرض إحدى لوحاتي الفنية “الطفل الباكي”. وكان ذالك خلال سهرة فنية غنّتْ فيها المطربة غيثة بنت عبد السلام بعض أغانيها التي لحّنها لها أبوها. وكانت فرصة لِلتّعرّف عليهما لِأننا كنا جالسون معا في الصف الأمامي نتحدث عن الفن. وقد أُذيعت هذه السهرة الفنية على القنوات التلفزية المغربية. وكل هذه الأنشطة الفنية واللقاءات الصّدفوية كانت مشجّعة لي لكي أسير وبحماس في هذا الإتجاه الفني التشكيلي والإبداع الأدبي الروائي. وإذا كان هناك من سبب لِلِقاء هؤلاء العظماء، فهو أن أشكرهم على إسهامهم في تكوين وبلورة شخصيتي الفنية، وما أنا اليوم. وأقول للسيد العامل بوشتة تفاوتي يوم التقيته بعد سنتين قرب جامعة محمد الخامس بالرباط ذات يوم، وأنا لا أملك ثمن تذكرة القطار لِأعود إلى الناظور، لِأشكره على الورقة النقدية من فئة مائتا درهم التي أعطاني ايّاها دون أن أطلب منه شيئا، لأنه لولا تلك الورقة لما استطعتُ العودة إلى الناظور في تلك الظروف، لرؤية أمي وأهلي. فشكرا له أينما كان.

** ماذا كنت ستغير في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟

كنت أحلم في الماضي أن أمارس فنون الكاراتيه والجيدو، وأحصل على الحزام الأسود، وفي الفن كنت أعشق دراسة النحت والموسيقى. ولكن انعدام الوقت جعلني أكنفي بالرسم وكتابت القصص والروايات. المهم أن يربط الإنسان حياته بهدف سام ويحاول الوصول إليه وتحقيقه. وهذا هو الشيء الوحيد الذي سيجعل لوجوده معنى…

** كيف يتعايش الفنان التشكيلي مع الكاتب تحت سقف واحد في حياة عبد الرحمان الصقلي؟

إنه لزواج ممتع ومقدّس أن يتعايش في شخص الفنان، التشكيل مع الكتابة تحت سقف واحد. ولم يكن هذا الزواج اِعتباطيا أو عشوائيا. بل مشروعا مدروسا لكونهما يكمّل أحدهما الآخر للتعبير الأقصى عن الأحاسيس الباطنية. فما قد تعجز عن وصفه الكلمات والحروف، تقوم به الفرشاة والألوان. عندما نكون بحاجة إلى التعبير، فكل الوسائل التعبيرية مُرحَّبٌ بها. المهم أن توصل أفكارك ورسائلك إلى الآخرين ليستفيدوا منها.

**ماجدوى الكتابة الابداعية والفن ؟ وما الذي يريده الناس ، تحديداً، من الكاتب والفنان التشكيلي؟

قد تكون الجَدْوَى أو الفائدة والمنفعة خاصة للمُبدع وحده، من حيث طابعها السيكولوجي التطهيري والتخفيف عن النفس، أو من ناحية الربح المادي. فإشكالية الخلق الإبداعي في مدى تجاوب الناس معه، وتسخيره كوسيلة للتعبير عن معاناة المحرومين وعذاب الفقراء، وإعطاءهم أمل في الحياة.

معظم الأعمال الأدبية والروائية العظيمة كانت تلتزم بطبقة الفقراء والاصطفاف بجنبهم لخوض معركة تغيير الحياة إلى ما هو أفضل. وهذا هو الالتزام النبيل الذي يعطي للفنون معناها الحقيقي، ويجعل الفنان يقوم بواجبه مرتاح الضمير. كل فنان أو مفكر بصفة عامة، يمثل للناس نجما يشعّ في سمائهم، منتظرين منه الإلتفات إليهم وتبني قضيتهم الوجودية لِلدفاع عنها لتحسين ظروفهم السوسيو اقتصادية المزرية، ليعيشوا بكرامة. لا يمكن أن يكون الفن والأدب ناء عن هموم الناس كالنعامة، ويستغرق في متاهات التجريد والفنون الشكلية، ويلهو في برجه العاجي والناس من حوله تصرخ من الفقر والحرمان والاستبداد وكافة الأمراض المزمنة. الفن والأدب رسالة سامية، ومكان الفنانين والأدباء يجب أن يكون بجانب الطبقات الكادحة للدفاع عن حقوقها. معركة الوجود لا تقبل الحياد أبدا…

** صياغة الاداب لايأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية .كيف كتبت روايتك الاولى: الحياة في باصو؟

رواية “الحياة في باسو” كانت مخاض تجربة عاطفية عنيفة عشتها في حي باسو بالناظور في السنوات الأخيرة. كان محركها امرأة ساحرة سمّيتها لارا الجميلة، حين تعرفتُ عليها، تطوّرتْ علاقتنا، فأحبّتني وأحببتها، وكانت هذه أروع مغامرة أو خطيئة ارتكبتها في حياتي كلها. كانت ملهمتي في الكثير من الأشياء، ومنها الانطلاق في كتابة هذه الرواية الأسطورة التي تبدأ هكذا:
“عَرَفْتُ باسو في بداية شهر يوليوز من عام 2005، عندما قَدِمْتُ من بروكسيل إلى الناظورعلى مَتْنِ طائرة، وَكُلِّي لَهْفَةٌ لأَرَى لاَرَا…”
ومن هنا يحقّ القول: “وراء كل عظيم اِمرأة”.

** ما هو تقييمك لواقع الفن التشكيلي المغربي الحالي داخل وخارج ارض الوطن؟

في الواقع هذا العنوان عريض جدا ويحتاج إلى كثير من الوقت للبحث فيه والإجابة عليه. ولهذا سأجيب على سؤالكم بأسئلة أخرى ربما ستكشف لنا الكثير من الحقائق الخفية حول واقع الفن التشكيلي بالمغرب:
* لماذا يطغى التجريد على الفن التشكيلي المغربي؟ هل بسبب صعوبة الفن التجسيدي الذي يتطلّب الكثير من الدراسات الأكاديمية، وإتقان الرسم وتقنيات الصباغة واحترام قواعد المنظور إلخ، أم لغياب المعاهد والأكاديميات الفنية، أم لتحريم الفن التجسيدي لِأسباب دينية بحتة، لكون رسم الأجساد والكائنات الحية نوع من الشّرك الحرام الذي لا يُغتفر؟ إلى جانب موجة التجريد، نجد “الفن الساذج أو الفطري”. لماذا؟ هل لِأن الفنانة الشعيبية التي تمثله مع آخرون، كونهم لم يدرسوا الفن ولم يروا أكاديميات الفنون الجميلة قط، بل كانوا يشتغلون عند أروبيين وفنانين مستشرقين، فتعلموا منهم الفن. هل التجريد والفن الساذج هو أساس متين لبناء ثقافة تشكيلية في المستوى المطلوب؟ أنا أتساءل فقط. أم ينطبق على الفن التشكيلي المغربي الحديث ما قاله هيبدايج يصف ما بعد الحداثة بأنها التجميع(أو الاقتطاف) bricolage، والمعارضة (محاكاة الأشكال السالفة ومزجها) Pastiche، والمجاز أو الرمز allegory والفراغ المفرط hyperspace في العمارة الجديدة؟

** هل يعيش الوطن داخل الكاتب والفنان المغترب أم يعيش هو بأحلامه داخل وطنه؟

أن يعيش الفنان بأحلامه داخل وطنه، هذا غير وارد ما دام أنني أعيش خارج الوطن مع الأسف. الوطن هو الذي يعيش داخل الفنان لِأنه ابن بيئته ووطنه بكل حمولاته الثقافية وأبعاده التاريخية. فكل إناء بما فيه ينضح، وكل فنان يعكس في فنه جوهره السيكولوجي الثقافي، ولهذا كان عنوان معرضي الأخير المبرمج في 16 أبريل بقنصلية المغرب ببروكسل، والذي أُجِّل بسبب جائحة كورونا: “وجوه ومناظر من بلادي” Visages et paysages de mon pays. نحن سفراء بلادنا أينما ارتحلْنا، وأينما سافرنا وأقمنا، فإننا نحمل معنا هويتنا الثقافية التي شكلتها التنشئة الاجتماعية، وامتصاصاتنا المستمرة لمظاهر ثقافتنا الأصلية، لذالك فالشق الأول من السؤال هو الصحيح…

** حدثنا عن معارضك في الناظور ايام جمعية الانطلاقة الثقافية ثم بعد ذلك جمعية إلماس .كيف كان تجاوب الجمهور وما الذي تغير الان ؟ هل اصبح الجمهور اكثر فهما وتذوقا للفن التشكيلي ام العكس؟

معارضي في الناظور تعدّتْ 6 معارض ممتدّة على فترات متقطعة، أولها في عمالة الناظور سنة 1973 حين حصلتُ على منحة إقليمية لدراسة الفن. ثم معرض قاعة “ريف وزيس” بشارع الجيش الملكي قرب المنزه عند صديقي مصطفى بوبنان المتخرج من أمريكا. وقد كان معرضا ناجحا بكل المقاييس بفضل مساعدة الأصدقاء وأعضاء جمعية إلماس الثقافية الذين لم يقصروا في جهدهم لتنظيم المعرض وتصويره ولصق الملصقات في شوارع الناظور ولافتة طولها 4 أمتار كتبها فنان كاليكرافي من البلدية، والتي لا زلتُ أحتفظ بها، وأشكره كثيرا. كما أشكر صديقي أزنابط فاروق الذي صور مراسيم حفل التدشين، الذي صار اليوم ممثلا سينمائيا متألقا. وكل هذا يسعدني. ثم معرض رابع بالمركز الثقافي بتنظيم جمعية إلماس أيضا.
أما الشق الثاني من سؤالكم، فستجدون في هذه الفقرة الآتية الجواب بالتفصيل عن كواليس الجمعية وكيف انظممتُ إليها واشتغلتُ معها.
الفقرة 40 الجمعيات الثقافية – يوميات فنان مهاجر – بحثاً عنِ الزمن الضّائع

… مرّتِ الحياة هادئة خلال عطلتي الدراسية في الناظور. اِستنفذْتُها ما بين قراءة الكتب الفلسفية والسيكولوجية والروايات العالمية. وحين يصيبني الملل من القراءة، أبدأ العزف على قيثارتي، وحين أحس بالملل من العزف يتسرّب إليّ، أتناول فرشاتي وصباغتي، وأبدأ في الرسم والتصوير. وأحيانا نادرة، أقوم بدوْرةٍ في المدينة وأرى بعض الأصدقاء أو الجيران القُدماء. وقد التقيتُ يوما رجلا إسمه حِمّي النجار، وقال لي أنه يريد إنشاء جمعية سمّاها “جمعية زرياب” للموسيقى والفن، وأنه يريد أن أنخرط معه في الجمعية. وقد ألحّ على انخراطي بعد أن عرف أنني أدرس الموسيقى، وأنني في السنة الثالثة في “المعهد الوطني للموسيقى والرقص” بالرباط. وقال أن زرياب الذي تحمل جمعيتنا إسمه، هو فنان موسيقي أيضا، وأنه يشتغل حاليا مع ثلاثة أشخاص شباب منهم عبّاس الذي كان ذو أصول جزائرية أظن، وكان ماهر في العزف على القيثارة الكهربائية بدون أن يدرس الموسيقى أو يدخل معهدا موسيقيا. وبوطاب عبد الله الذي كان يضرب الدّربوكة وله دكان ضيق جدا لِإصلاح التلفزات القديمة قرب المحطّة، وحِمّي النّجّار هذا كرئيس الجمعية، يتمرّن على العزف على العود. وقد دعاني مرارا لِحضور اجتماعاتهم التي كان يعقدها معهم في مكتبه بِمحلّ النجارة، الذي يعمل فيه في حي القيسارية، وكان مكتبه الموجود في عمق الدكّان على اليسار، عبارة عن ركنٍ مُحاط بلوحات خشبية لِعزله من عجاج اللوح وضوضاء آلة النجارة التي يستعملها عامله. وخلال بعض تداريبهم الفنية في هذا “المكتب”، لاحظْتُ أنهم لِيقلّدوا أغنية ويتدرّبون عليها من أجل عرْضها على مِنصّة “دار الشبيبة والرياضة” أمام الجمهور. كانت طريقة تعلّمهم لا علاقة لها بالطريقة التي أتعلّم بها أنا في المعهد الموسيقي. كانت طريقتهم بدائية تعتمد على سماع القطعة المعزوفة جملة جملة مرّات عديدة، وتقليدها بالقيثارة أو العود، وتكرار كل جملة موسيقية عشرات المرات بنفس الطريقة الصعبة، ثم الانتقال إلى الجمل التالية وهكذا دواليك. وهذه الطريقة تُنهِكُ حتى المُسجِّلة وآلة الحاكي لِأن الضغط المستمر والمتكرّر على الزِّرّ، يوقع العطب في الآلة، فضلا عن أنّ النتيجة لن تكون أبدا في مستوى الألحان الأصلية المنقولة، ما لم يقرأها العازف باللغة الموسيقية، أي النّوطات الموسيقية التي اختُرِعتْ من أجل ذالك. وقد لبثتُ معهم أزورهم وأحضر اجتماعاتهم في دكان النجارة مدّة عطلتي الصيفية، أقدم لهم نصائحي فيما يخص مستقبل الجمعية الفني، وكيف أن القوانين التنظيمية للجمعيات يحتّم حضور جميع أعضاء الجمعية والمتعاطفين معها، أن يجتمعوا جميعا أوّلاً، ثم يختارون الشخص المناسب ليكون في المكان المناسب، أي رئيساً، وليس أن يجمع الشخص مجموعة من الأفراد ويجبرهم حارقاً مراحل تكوين الجمعيات وغير مُبالٍ بِآراء الآخرين، ويقول حاسماً الموقف منذ بداية أول اِجتماع:
ـ أنا الرئيس، فماذا نعمل يا أفراد الجمعية!؟
لاحظتُ أنّ الأمور والإجراءات هنا تجري بطريقة ملتوية ومعكوسة ومقلوبة. وفي خظمّ تلك الفوضى ومعمعة التدريبات على بعض الأغاني التي يريدون عرضها في دار الشباب أمام الجمهور، اِنظمَّ إلى جمعية زرياب الشاب صبّار رشيد للمساعدة على التنظيم، وبدأ أفراد الجمعية في الجدّ واستقطاب المُريدين والهاوون من الشباب والتحضير للحفل الموسيقي الموعود. لم يكن عند الوقت لِأزورهم دائماً أو أحضر اِجتماعاتهم وتداريبهم بسبب اِنهماكي في الرسم اِستعداداً للمعرض الذي اقترح علي صديقي مرزوق قيس الورياشي تنظيمه آنذاك، بالتّزامن مع حفل جمعية زرياب، تحت يافطة “جمعية الانطلاقة الثقافية” التي أسّسها منذ بضعة شهور مع بعض الأطر الفكرية. وفعلاً، مضى الحدثان الثقافيان على ما يُرام وبنجاح رائع بالنسبة للمعرض الذي دُشِّنَتْ به هذه التظاهرة الثقافية التي كانت تحت إسم “موسم الهجرة”. أمّا فيما يخص الحفل الموسيقي الذي نظمته جمعية زرياب في دارالشباب، فقد تكتّل في صالة العرض كل من هبّ ودبّ، واختلط الحابل بالنابل، وصار كل شيء ضوضاء. فصعد عبّاس لِيُهدّئ من الهرج بقيثارته الكهربائية الشديدة الصوت، وبدأ المتفرّذجون يغنون وويتمايلون مع لألحان الشديدة الناشزة. وحين حان دوري، صعدْتُ إلى المنصّة وأنا أهيِّئُ مقدّمة خفيفة تتحدّث عن الموسيقى الكلاسيكية والصّولفيج قبل أن أعزف مقطوعة “أستورياس” المشهورة للفنان الإسباني العالمي “إسحاق ألبينيز”. ولم تمض دقائق على كلمتي حتى رأيتُ التذمُّر بادٍ على وجوه الحاضرين، فأوْعزَ إلي رئيس الجمعية حِمّي النّجّار بالعزف مباشرة لِأنّ الجمهور غير مثقّف ويريد الغناء والنشاط فقط..! فأذْعنْتُ لِملاحظته، وبدأتُ أعزف مقطوعة “أستورياس”، وأنا أقرأها على الورقة مكتوبة بالصولفيج والنوطات الموسيقية، فتعال صوت أحدهم وسط جموع الحاضرين صارخا:
ـ هذا مُبتدئ، ما زال ينظر في الورقة ليعزف!
فما كان بي سوى جمع ورقتي وقيثارتي، والاِنسحاب من هذه الضوضاء، وهذا الجوّ الخانق حيث كل شيء مقلوب..

وما حدا بي إلى التركيز على هذه النقطة المتعلّقة بالجمعيتين المذكورتين، الانطلاقة الثقافية وزرياب، هو أنني قرأتُ المقال الذي كتبه صديقي الدكتور جميل الحمداوي تحت عنوان:

جمعية الانطلاقة الثقافية بالناظور. التأسيس، الأهداف، الأدوار”، في مجلة ديوان العرب، بتاريخ الثلاثاء ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨. والتي يذكر فيها مجموعة من الشخصيات الفكرية والفنية دون ذِكْر اِسمي أنا، مع العلم أنني كنتُ الأول الذي نظّمْتُ معرضاً خاصاً مع جمعية الانطلاقة الثقافية في مكتبة المسيرة قرب الكنيسة بالناظور طبعا. وهذا نص ما قاله الدكتور جميل الحمداوي وهو يتحدث عن جمعية الانطلاقة الثقافية وأطرها الفكرية:
ـ “كانت”جمعية الانطلاقة الثقافية”بالناظور منذ تأسيسها سنة 1978م تضم الكثير من الأطر المتميزة محليا ووطنيا، وتحوي مجموعة من المثقفين والتلاميذ والطلبة الجامعيين والأساتذة والمبدعين والفنانين والغيورين على الثقافة الأمازيغية كقاضي قدور، ومارزوق الورياشي، ومحمد الشامي، وحسين القمري، ومحمد ميرة، وعبد الله شريق، وسعيد مساوي، و محمد بيجو، ومحمد أقضاض،، وفاظمة الورياشي،ومحمد طلحة، وأحمد القادري،ومحمد أخارباش،وحمي زرياب،ومحمادي بوسحاح، وأحمد بنجيلالي، ومصطفى إزران،وأحمد أكواو، وأحمد بنجيلالي، ومحمد حنكور، ومحمد حبشاوي، ومحمد امطالسي، وعلال شيلح، وميمون الوليد، ومحمد التوفالي…”.
وهذا الملصق الذي احتفظتُ به كذكرى، خير شاهد ودليل على حضوري الفني المنسيّ، ضمن الأنشطة الفنية لجمعية الانطلاقة الثقافية التي كانت تُقام في الناظور في تلك الفترة. مع العلم أنني كنتُ أُقيمُ بالرباط آنذاك. فضلا أن الدكتور الشامي محمد هو نفسه مَنْ قال لي حين كنّا مجتمعين لِتهيئ معرضي الآخر في “ريف وزيس
عند صديقي بوبنان مصطفى. أمام عمارة المنْزه،ء ( Rif Oasis)
حيث كنتُ منهمكاً في إمضاء كتابي عن التراث الأمازيغي، ولا سيّما كتابة الحروف الأمازيغية كلها وعددها 39 حرفاً، مِمّا جعل صديقي الدكتور محمد الشامي يقول مُتعجِّباً:ء
ـ أنا أعتزّ بك الأستاذ الصقلي. هذا الكتاب تُحْفة بمعنى الكلمة. أعجبتني مقدمة الكتاب التي كتبها سعيد عبد الكريم الخطّابي، وأعجبني التمهيد الذي تشرح فيه ماهي الكاليكرافيا، ومراحل تطور فن الخط عالميا. ونبذة عن تاريخ الأمازيغ وأصلهم وأديانهم آلهتهم وأبطالهم التارخيين…إلخ. ولكن الذي أعجبني أكثر في هذا الكتاب التّحفة، هو كيف ارْتقيْتَ بالحرف الأمازيغي الذي كان مُهْملا، أي “تِفِناغ”، وطوّرْتَ فن كتابته إلى هذا المستوى الرّاقي الذي يُضاهي أجمل الخطوط الكاليكرافية التي وصل إليها الحرف اللاتيني حاليا، سواء كانت الحروف اللغوية الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها. ولكن الأروع من كل هذا، أنّكَ اسّي الصقلي، كتبتَ ودوّنْتَ 39 حرف تفناغ كلها لِتشمل القبائل الجزائرية والطوارق وغيرها من التجمعات الأمازيغية عبر شمال افريقيا، ومن هنا روعته. مبروك. مع العلم أنني عشتُ سبع سنين في الرباط لِإنهاء دراساتي الثانوية والجامعية، وبعدها سافرتُ مباشرة إلى بروكسل لِأتمّم دراساتي العليا في السلك الثالث، إلاّ أنني كنتُ دائما حاضر في الناظور فكريا وفنيا، وهذا بشهادة الكثيرين الذين كانوا يسمونني
الفنان العصامي…

**كيف ترى تجربة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي؟

النشر في مواقع التواصل الاجتماعي فرصة للتعريف بشخصك وإيصال صوتك ونشر إبداعاتك كيفما كان نوعها أو أي مشروع آخر. فهي منصة للدعاية لذوي المواهب والمشاريع المختلفة. إنها فرصة وثورة يجب استثمارها.

** اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟

أسوأ ذكرى يوم مات والداي رحمهما الله. وأجمل ذكرى يوم تزوجت بامرأة أحببتُها.

** كلمة اخيرة او شئ ترغب الحديث عنه؟

الكلمة الأخيرة التي أودّ قولها، إصنعوا الحب لا الحرب، وكونوا إيجابيين، وحافظوا على الاحترام لأنه أساس النجاح. التسامح والاحترام والحب، هي أسس السعادة النفسية واستقرار الحياة الزوجية والمجتمع ككل.

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!