الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الشاعرة والقاصة السورية ريتا الحكيم في زاويته أسماء وأسئلة

 

أسماء وأسئلة: إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع القاصة والشاعرة السورية ريتا الحكيم
(1) كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
أنا مجرد طفلة تبحث بين خربشاتها على الورق عن ألعاب أضاعتها في زحمة الحرب.
لي مجموعتان شعريتان ومجموعة قصصية وهذه من ضمن الألعاب التي استعدتها وسط كل هذا الدمار
(2) ماذا تقرئين الآن وماهو أجمل كتاب قرأته ؟
لا أستطيع تحديد ذلك لأن كل كتاب له جمالياته ولكن يمكنني تقييمه من خلال انسجامي مع الأحداث أثناء قراءتي له.. وهذا أمر يتفاوت بين كتاب وآخر.
انتهيت من قراءة رواية “دفتر مايا” “إليزابيت الليندي”.
(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتبين؟
كنت أكتب ولا أنشر، وأعزو ذلك إلى ظروف خارجة عن إرادتي.. أكتب لأحيا، ولأنعم بالحرية حيث يكون بياض الورق ساحة واسعة لكل ما يختلج في داخلي وما أراه من حولي.. الكتابة بالنسبة لي فسحة سماوية لا حدود لها ولا نهاية.
(4) ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
إنها مدينة “حلب” حيث ولدت، وأشعر بحنين لرائحتها وشوق لأزقة أحيائها القديمة، وبيوتها وتراثها المعماري البديع.. الأمكنة أرواح تحوم حولي مهما ابتعدت عنها و”حلب” روح تسكنني ولا تفارقني.
(5) هل أنت راضية على إنتاجاتك وماهي أعمالك المقبلة؟
الرضا يعني بالنسبة المراوحة في المكان لذلك دومًا أضع نفسي في موضع النقد الذاتي حتى أتمكن من تقديم الأفضل.
انتهيت من مجموعة شعرية جديدة وهي جاهزة للطبع.
(6) متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة بشكل نهائي؟
سبق لي أن قلت لك إن الكتابة بالنسبة لي فسحة سماوية لا حدود لها لذلك لا أفكر أبدًا في أن أخلع عباءتها وأبعدها عن تفاصيل حياتي.. اعتزال الكتابة قرار لا أفكر فيه إلا إن كان الأمر خارجًا عن إرادتي كالمرض أو الموت.
(7) ماهو العمل الذي تتمنين أن تكوني كاتبته وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
أعمال كثيرة تعجبني ولكنني لم أفكر يومًا بأن أكون أنا من كتبتها.. لكنني أسعى لأن أكون على سوية واحدة معها وكل كاتب له بصمته الخاصة به وهذا ما أسعى لأن أكون عليه.
الكتابة لا تحتاج إلى طقوس خاصة لأنها ليست وظيفة يتوجب عليَّ القيام بها.. أحيانًا تأتيني الفكرة وأنا في الشارع أو في المطبخ أو حتى وأنا أختلس غفوةً أو حين أرى طفلًا شردته الحرب.. باختصار الكتابة أعتبرها حالة يتأتى عنها الكثير من التفاصيل غير المرئية بالنسبة للشخص العادي لكنها واضحة في عين الكاتب أو الشاعر.. إنها ليست قرارًا أتخذه.. أنا لا أذهب إليها بل هي تأتيني لوحدها ودون سابق إنذار أو تحضير.
(8) هل للمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
لا يمكنني إغفال دور المثقف أو تجاهله لكن في وقتنا الحاضر اختلفت الأمور كثيرًا لأن صاحب الكلمة الحرَّة غير مرغوب به خاصةً في البلاد التي تخضع لأنظمة دكتاتورية توظف العقول والإبداع للإشادة بها والحديث عن إنجازاتها.. مع ذلك تبقى كلمة الحق بقلم الكاتب الحرِّ منارةً للأجيال القادمة.
(9) ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل بسبب الحجر الصحي؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
عن نفسي أقول إنني كنت في عزلة حتى ما قبل الكورونا، وأنا لم أعتبرها قيدًا لأنها كانت عزلةً اختيارية وبملء إرادتي.
(10) شخصية من الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
على الصعيد الشخصي أرغب بلقاء يجمعني بأمي وأبي.. أما على الصعيد العام فأتمنى أن ألتقي “زنوبيا” ملكة تدمر السورية وذلك لأنني أشعر دوما بانجذاب إلى عالم امرأة قيادية تركت بصمة في التاريخ لا يُستهان بها.. إنها عوالم من سحر.
(11) ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
بصراحة لن أغير شيئًا؛ فأنا راضية تمامًا عن كل ما قمت به إن كان نجاحًا لي أم فشلًا.. في كل تجربة اكتسبت الكثير وما زلت أستفيد من كل خيبة تمرُّ في حياتي.. وكل خطوة أقوم بها في القادم من الأيام ستكون تجربة ممتعة مهما كانت نتائجها.
(12) كيف تتعايش الكتابة الشعرية مع الكتابة القصصية
تحت سقف واحد في حياة المبدعة ريتا الحكيم؟
أنا لا أتحكم بجنس النص الذي أكتبه بل هو الذي يقودني وينير لي الطريق.. بمعنى آخر ما أكتبه يتحدد جنسه بحسب الفكرة التي راودتني في البداية وأثناء الكتابة.
(13) ماذا يبقى عندما نفقد الأشياء الذكريات أم الفراغ؟
بالتأكيد تبقى الذكريات التي نعيد تدويرها كلما أحسسنا بثقل الفراغ ووطأته علينا.. الذاكرة صندوق مجوهرات يشع وينير حياتنا كلما شعرنا بحنين إلى وجوه فقدناها أو لحظات فرح عشناها.
(14) الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز.. إلى دهاء وحكمة بلقيس أم الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
ما تحتاجه المرأة لتكون على خط موازٍ للرجل هو أن تكون حقيقية دون رتوش او أكسسوارات، وألا تقبل على نفسها أن تكون سلعة يتداولونها.. وهذا تحصل عليه بالعلم والاستقلالية الاقتصادية أي أن تكون فردًا فاعلًا في المجتمع وليس فردًا اتكاليًّا.. لكن لا بد ألا ننكر سطوة بعض المجتمعات الذكورية في بلادنا العربية على رغباتها في عيش كريم واحترام لكينونتها.. برأي أن المراة تحتاج لأن تتحلى بالشجاعة والجرأة لتصون كيانها وشخصيتها.
(15) ما الذي يريده الناس ، تحديداً، من الشاعر؟ وهل يحتاج الإنسان الى الكتابات الأدبية ليسكن الارض؟
المطلوب من الشاعر أن يلامس هموم الناس وأن يأخذ بيدهم ويخفف عنهم أي أن يخلق لهم عوالم من نور.. صحيح أن الشعر لن يملأ بطون الجائعين ولن يداوي المرضى لكنه يداوي الروح.. الكتابات الأدبية هي نتاج وجود الإنسان على هذه الأرض؛ لذا أعتبرها ذاكرة الشعوب.. لولاها ما عرفنا شيئًا عن العالم المحيط بنا.
(16) من هو قارئك؟ وهل تعتبرين نفسك شاعرة مقروءة؟
أرى أن هذا الأمر لست أنا مَن يحدِّده أو يبتُّ فيه.. لكنني راضية عما أقدمه لأنني أخطُّه بروحي قبل القلم.
(17) كيف ترين تجربة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي؟
تجربة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي حمَّالة أوجه.. صحيح أنها تحقق انتشارًا وتعرِّف القاصي والداني بما يقدمه الكاتب أو الشاعر خاصة وأن النشر الإلكتروني بات يأخذ حيِّزًا لا بأس به لكنها أيضا تفسح المجال لمدَّعي الأدب ولصوصه بالانتشار على حساب الآخرين.. في نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح وما هؤلاء سوى فقاعاتٍ لا تلبث أن تنفجر ومن ثم تختفي.
(18) أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
أجمل ذكرى هي نجاح ولديَّ وتخرجهم من الجامعة وأسوأ ذكرى هي وفاة والدتي.
(19) كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه؟
أتوجه بالشكر الجزيل لك أستاذ رضوان لإتاحة هذه الفرصة وأتمنى ألا أكون ضيفةً ثقيلةً على من سيقرأ هذا الحوار.

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!