دراسة للقاصة فاطمة يعقوب في قصة وجع الغلابة السياسه على طبق فول / بقلم محمد ارفيفان عوادين

الأديبة القاصة فاطمة يعقوب حريصة على تقاليد وتراث مصر في قصتها وجع الغلابة حين غزلت في نهج قصتها محاولة غزل خيوط الواقع المصري في الأحياء الشعبية الفقيرة حيث نسجتها في نسيج عاطفي رومانسي واقعي تتخذ من عناصرالطبيعة والحياة وعاءً لقضايا الفقر في الأحياء الفقيرة بفكر متقد بدراية ورقي ففي الوهلة الأولى تبدو قصتها وكأنها تقدم أستعراضاً للطبيعة البشرية تتحذ عناصرها سلطة مطلقة للفعل مثل سلطة الأسطى مدبولي على أبنه كمال وأهل بيته ورغم محاصرة كمال في الزمان والمكان بسبب أخوته الصغار وأعالتهم من قبله كونه الأكبر إلا أنه يعلو بصوته فقط بأنه يمتلك القدرة على الفعل بالهروب من واقعه المرير لكن هذا الأمر لا يستمر طويلاً فسرعان ما تدركه سلطته الطبيعية وتبتلعه أو تحيط به من كل صوب كونه الأخ الأكبر والمعيل لأخوته بعيداً عن والده هو ذا تلفه الطبيعية البشرية بضبابيتها وسرابها لتخفيه وتسسلبه القدرة المصطنعة على الفعل إن الأحساس بالعجز عن الفعل والذوبان في الطبيعة البشرية في المجتمعات الفقيرة كما تصورها الأديبة فاطمة يعقوب ينعكس في تظاهرة فنية لافتة للنظر بما تحوي قصتها من نسوة الخي حين يجتمعن حول عربة البقال ما تحمله من البضاعة شبه الفاسدة من خضروات وفواكه ليقمن بأبتضاع من يحصلح منها بعدة قروش من أجل أفواه جائعة تنتظر الطعام بعض النظر عن الجودة حين يلفها الحزن الساكن في الحياة كما أنا أفهمها أو تفهمها الكاتبة القاصة فاطمة يعقوب حين يتوجه الحميع بلهفة لسماء ملونة بالنداءات وروح ينابيع الدعاء الخالص لتحملنا كعطر الندى في تأملات الرجوع إلى الله بدعائهم فكانت الأديبة فاطمة يعقوب حزينة وهمها اكبر من الآحرين عندما ترتحل بنا إلى الحارة تحملنا حزناً بعمق النيل ترتحل بنا في قصتها حزن على حزن بمداد من وجع الغلابة والكادحين حيث كانت تحمل همهم في حدقات العيون هي قصة أسقطت بها النخيل ورايات الكفاح من أجل لقمة العيش وكأنها جسدت في قصتها ما تحتاجه البشرية في زمن مسوحات النفاق فكانت شروق في زمن العتمة وكانت نوراً من فيض الحقيقة أشرقت فينا وأشرقنا فيها أوجعتني بقصتها وأطبقت الهم همين والمر أثنين

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!