تريد التفوق والنجاح؟.. كن فاسدًا ومنافقًا!

جريدة آفاق حرة 

ناصر محمد ميسر 

 إنها وصفة ناجحة لمن أراد الوصول سريعًا في طريق العمل، والتفوُّق على أقرانه: (تريد النجاح؟.. كن فاسدًا ومنافقًا)!! يُفترض عليك أن تسمع كلام رؤسائك، وتطبِّق ما يقولون، ولا تدقق في المعاملات، وأن ترمي النظام خلف ظهرك، وإلا رموك هم خلف ظهورهم في المقاعد الخلفية في جهة عملك، وأصبحت مثل قطعة الأثاث، لا تهش ولا تنش، وربما أجبروك على الاستقالة أو التقاعد المبكر.. وتوجد نماذج لبعض المديرين الذين لم يوافقوا على تمرير بعض المعاملات غير النظامية؛ فتم تهميشهم على الرف في جهاتهم.

أيضًا لا بد أن تكون منافقًا؛ لتستطيع الوصول لأعلى الدرجات الوظيفية، وتلميع المدير ومدحه في كل وقت، وتحسين أخطائه، والضحك على كل دعابة يقولها، ومراعاته في كل حركاته وسكناته.. فهي المعيار الحقيقي للنجاح والتفوق!! أنا أعترف بأنني لا أجيد هذا النوع من التملق؛ ولذلك بقيتُ “مكانك سر” في عملي – ولله الحمد -.

الفاسد والمنافق لا يمكنهما النجاح إلا إذا كانت البيئة تسمح لهما بذلك، وتساعدهما، ولكن يجب أن نعترف بوجودها؛ لنتمكن من معالجتها سريعًا بسَنّ قوانين، لا تجعل المعيار للحكم على الموظفين هو رضا المدير أو جهته بشكل عام. ؛ فأغلب من لديه شكوى ربما لا يمتلك الدليل، لكنه يعلم بما يدور خلف الكواليس،
يجب أن نعمل سويًّا لمكافحة هذا الداء العضال الذي لا يخلو منه أي مجتمع، وإن كانت النِّسَب متفاوتة صعودًا أو هبوطًا، حسب درجة محاربة المجتمع له. وقانا الله شروره.

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!