حديث الورد في همسة ود للكاتبة لينا ماجد الخيري/بقلم : سامر المعاني

ما يقارب من الثلاث مئة نص أدبي وبين القصيدة النثرية والومضة والشذرة جاء كتاب همسة ود للكاتبة لينا الخيري والتي تعد من كاتبات في الفكر الصوفي تتشكل نصوصها بين الوجدانية والتأملية فقد قالت الشاعرة إيمان العمري التي قدمت الكتاب بأن الكاتبة الخيري أجادت البوح الشفيف في رداء الوقار والحياء مقتربة من الموسيقى الشعرية التي لو أرادت لكانت قصائد موزونة .
(ياحاديَ البوحِ
بالله قل لي
كيف اخضرّت بدمعكَ
صحراءُ اشتياقي⁦(
**
(يا من فؤادي إليكَ صبا
اهتزّ قلبي بِحُبّك و رَبا
بحجم كف اليد أخالُه
فكيف أحَلْتَه درباً أرحبا؟!)
إن المتتبع للغة الكتاب يجد بأن الكاتبة ذات ثقافة عميقة ومتنوعة ولديها معرفة موسوعية في توظيف المفردات بعيدًا عن الحشو والإسهاب باقتصاد لغوي متمم المعنى والمضمون ويتضح جليًا بحجم النص ووحدة الموضوع وتناسق الاستهلالية بالمحتوى وإجادة القفلة متنقلة بين السهل الممتنع وبين الإفصاح والرمزية أحيانًا كثيرة .
لقد شعرتُ بنهم الولوج في طيات الكتاب كلما أنهيتُ قراءة صفحة منه وذلك على تنوع الأفكار والأسلوب مما يذهب الرتابة والملل فقد أجادت الكاتبة في تنسيق الكتاب وترتيب أفكاره وأجناسه كما لو كانت لوحات مزخرفة كلما أمعنت النظر بها وجدت شيئًا ما جديدًا بانتظارك حيث تشرع أبوابًا كثيرة كي تعبر بها خيالاتك واستنتاجاتك حيث جمال الاقتناص ورشاقة السرد.
إن أهم أسباب إجازة وقبول العمل الأدبي هي الصور الفنية ومن خلالها تتضح عبقرية وقوة الكاتب للعمل الأدبي الذي أطاح بالكلاسيكية المباشرة والناقلة للأحداث بصورة مكشوفة.
(( إن كان العاديّ منك
يسحر الوجدان
فالمدهش يُربك النّبض
ويلجم اللسان!))
**

((تضلّع القلب
من زمزم الشوق
حتى التمّ شمل النبض فارتوى!!))
إن همسات الورد كانت تتعتق كي يفوح عبير حرفها وهي تارة تناجي البعيد وتسامر القريب وتبعث رسائل الحياة من القلب للقلب ومن الضمير إلى الحياة في تلك النفس الراضية والقناعة من مكتسبات الحياة التي تناولتها الخيري في الضمير الوجداني لكل حدث وحالة شعورية إنسانية داخل النفس وخارجها فقد كان الوطن حاضرًا في كثير من الأحيان كما الأم والأسرة والصداقة وغيرها من العلاقات التي يقترب الحب منها إلى حب الله وطاعته.
تميزت الخيري بكتابها من حيث الأساليب والمواضيع ورشاقتها في بناء النص والتجديد في الفكرة واستخدامها للمحسنات البديعية في عدة جوانب كما استخدمت ايضا بعض محاور نصوصها على شكل سؤال مفتوح وحوار توظيفي بين الاستنكار والاستفهام والتعجب كنص مكتمل الفكرة بالدهشة والمفارقة أحيانًا والحكمة والتوقيع والرسالة الضمنية أحيانًا كثيرة.

 

 

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!