نقاد يستعرضون خصوصية تجربة الشاعرة التونسية سليمى السرايري

.
هاشم خليل عبدالغني – الأردن

عاين كثير من النقاد تجربة الشاعرة سليمى السرايري قارئين خصوصية منجزها الشعري، وفيما يلي سنستعرض آراءهم النقدية التحليلية … بعد استعراض موجز لحياة الشاعرة وأنشطتها المختلفة .
سليمى السرايري: شاعرة وفنانة تشكيلية.مصمّمة ديكور ومصممة أزياء , رئيسة صالون السرايا للأدب والفنون والتراث , عضو مؤسس في رابطة الكاتبات التونسيات.أقامت خمسة معارض فنّية في تونس .
لها إذاعة ثقافية على النت اسمها “شغف” صوت الأدب و الفن
مختصّة في الأدب وتسليط الضوء على نصوص الشعراء . كما خاضت تجربة الكتابة المسرحية وقدّمت مسرحية غنائية عنوانها: ” قمره وصبيّة وحكايات” – لها ديوان أصدرته في 2009- 2010 بعنوان: “أصابع في كفّ الشمس” وديوان عنوانه “حديث الياسمين” صدر 2016 في سوريا مشترك مع 45 شاعراً وشاعرة من عدّة أقطار عربية.
– وديوان “صمتٌ… كصلوات مفقودة” مترجم إلى الفرنسية والانجليزية. وانجازات قادمة منها كتاب في النثر الفنّي عنوانه  “حين يبكي الشعراء” ومجموعة قصص قصيرة. شاركت في عدة مهرجانات داخل تونس .

قال عنها الناقد التونسي مراد ساسي : شاعرة تنتقي حروفها بعناية ودقة . ” منذ الوهلة الأولى لقراءة نصّ سليمى السرايري، يشعر المتلقّي وبإدراك أنّها انتقت حروفها بعناية ودقّة بما يتماهى ويتناغم مع حيثيات الجمل الشعرية المتسمة بحزمة رؤى كثيفة ومتنوعة،إضافة إلى نبرة اللغة الشعرية المتسللة وفقا لما يجول في خاطرها وعلى نحو متأمّل فطن وحذر من الإفراط في جمل مطاطيّة مستهلكة إن صحّ التعبير “

أما الناقد السوري صادق حمزة منذر… فيقول عن ديوان ” صمت .. كصلوات مفقودة “:
” هكذا رسمت سليمى السرايري ملامح بطلة ديوانها المبدع إنّها أنثى حملت كلّ معاني الثورة على واقعها الظالم وخاضت كلّ ملاحم الحبّ لتصل إلى نور بقي داخلها عمرا مضاعفا لتضعه على ورق الحقيقة في تقرير مدهش عن كلّ تفاصيل رحلة فنتازية للبحث والوصول إلى جنّة مقترحة ربّما كانت تفوق الحلم والخيال وتضيق بوصفها الحروف..”
شام الضمور – تفوح من اشعار سليمة شاعرية فذة ونادرة
سليمى السرايري ، تونسّية خضراء ، شابّة ، تخطو خطواتها الأولى في الحياة ، و في عالم الشّعر ، تفوح منها شاعرية فذّة ، نادرة ، كما تفوح بساتين الرّياحين ، فناّنة تشكيلية تتقن التّصوير بمختلف الخامات و التّقنيات .
والناقد التونسي شكري مسعي فيقول :

” الأديبة الرقيقة صاحبة القلم الذهبي سليمى السرايري …
إنّ الدخول إلى عالمها الشعري هو الدخول إلى عالم شاسع من الرؤيا الوجدانية التي تقارب الروح مبتعدة عن لغة الحواس أي أنّ نصوصها مفعمة بالوجدان وجوهرية الروح بأبعاد تخرج خارج مرايا اللحظة الحاضرة ، فهاجسها الشعري يمتد بمعرفة العواطف كأنها التاريخ الروحي لها، لهذا نجد أن نصوصها عميقة وكأنها قادمة من الحلم الواعد و من الواقع الآسن الجاثم على شغاف الروح ليحمل رؤاك الفكرية ..
و النصّ “قم فارقص أيها التراب “كان بوتقة الرؤى المتصادمة مع هذا الواقع تستنزف حضوره و تهدّ سطوته ..و تخلق عنه جلباب البراءة .. إنّه واقع الصراع الأزلي من أجل البقاء ..و ما زاد النصّ قدرة على الحفر و النّبش في مرايا الحقيقة هو اللغة الثاقبة المتينة الزاخرة بالاستعارات و الخطاب الشعري الزاخر بأساليب القصّ الفنيّة ..
عناق بين الجمل الفعلية المولّدة للحركة و الجمل الاسمية التي ترصد الصور و تثبّتها في ايقاع توصيفيّ متين ..لن يكون لتعقيبي البسيط هذا ما توفّرت عليه القراءة العميقة المتبصّرة الصادقة الوفيّة لجلال النصّ ..
أما  النافدة فتحية الهاشمي  فتؤكد أن السرايري .. شاعرة لن تغرق في الانزياح ..ما يميز كتابات سليمى السرايري، أنها ورغم انتهاجها الحداثة في الشعر، إلا أنها لم تُغرِق في الانزياح عما تريد إيصاله للمتلقي، مثلما يفعل الكثيرون تحت ذريعة التحليق بالصور الإيحائية على أجنحة الدهشة البالغة. والتي في كثير من الأحيان تحرم المتلقي من المتعة اليانعة التي ينتظرها على أغصان القصيدة. وبالتالي فهي تحرم الشاعر من تفاعل المتلقي.
لذلك ما تكتبه سليمى يتلقفه القراء بلهفة وكأنه أناشيد من زمن الطفولة. أو نبوءات لوجودٍ زمانه لم يحن بعد، ولكنه جدير بأن يُنتَظَر…

أما الشاعر والناقد محمد الدمشقي : سليمى تتميز بحس تأملي رائع . فيؤكد على أن شاعرتنا المدهشة سليمى السرايري … شاعرة تتميز بحس تأملي رائع تستخدم فيه كل مظاهر الطبيعة ….
و هذا أمر معروف عن شعراء تونس حيث تتميز تونس بالطبيعة الخلابة التي لطالما تغنى بها الأسطورة الشابي .
في قصيدتها ( كنا هناك ) ..تحملنا كلماتها نحو آفاق متسعة من التأمل …العنوان نفسه يثير التساؤل فأين كنا ؟ و ماذا تقصد شاعرتنا بهناك ؟
لا بد أن هناك بعدا آخر …. و فعل (كان) يرمز عادة للماضي لكن شاعرتنا هنا في نصها … تمنحنا تصورا لرؤية مستقبلية ، و كأن الأصل أن نكون هناك لكننا لسنا هناك حاليا …هي جنة كانت لنا و خرجنا منها … لكنها تبقى في مخيلتنا و سنعود إليها .
من عادة شاعرتنا الاهتمام بالموسيقى فهي تكتب و كأنها تستمع لموسيقى أسطورية…وكأنها معزوفة للريح و القلق هنا قلق الحياة و الريح تعزفنا على أوتاره لأنه جزء من حياتنا هذا القلق اليومي ….
هاشم خليل : سليمى السرايري: شاعرة تجدل ضفائر قصائدها بحبر القلب , وطين الأرض التونسية المعجونة بزيت زيتونها ودقلة نخيلها وعرق الكادحين …شاعرة واعدة تشق طريقها إلى الأمام , بخطوات وواثقة وواعية نحو حرم الشعر الصافي , بكل أناءة و تألق وإبداع .
هذا عرض موجز لآراء بعض النقاد والمحللين الذين تنالوا قصائد الشاعرة سليمى السرايري بالبحث والدراسة الأدبية النقدية .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!