النقد الادبي بين القبول به والرفض القاطع له.

قال تعالى في كتابه العزيز :
(إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا)المعارج19
أصدقائي الاعزاء :

العلاقة بين الأدب والنقد تكاملية، فالأدب بحاجة للنقد ، والنقد بحاجة للأدب، فلا يمكن أن يُثمرَ إحداهما بمعزل عن الآخر .
قال المتنبي :
لولا المشقةُ سادَ الناسَ كلهمُ
الجودُ يُفْقِرُ والإقدامُ قتالُ

إن هذا البيت يختصر لنا المجمل والمفصل في الأدب، وهو موضوع طويل وشائك، ولا أقدم نفسي ومعرفتي المتواضعه عليكم، ولا على معرفتكم ياأدباءنا الأفاضل ولتقريبها نضرب المثال التالي :
بالفاتورة أو كشف الحساب يحتوي على الرقم المجمل الذي يمثل المجموع ، وأرقاماً أخرى داخلها فيها التفاصيل ، فإذا تعارض الرقم المجمل (المجموع) مع الأرقام المفصلة فذلك يشير إلى أخطاء أو عيوب تذهب بصلاحية ذلك الحساب ،وتؤكد بطلانه ، وهذا ما يقوم به المحاسبون لبيان صحة هذا الحساب وتصحيحه.

وكذلك النقد الادبي لنص أو قصيدةٍ شعرية
فأنا وأعوذ بالله من قولي أنا لستُ أديباً ولكني متابع لمعظم انتاجكم الأدبي وما تنشره اقلامكم ياأدباء لكن نجباء ومتمتع بما تكتبوه وحريص على قول رأيي الشخصي بتجرد وبدون تحيُّز فأنا مثلكم لاأضمن لمقالتي هذه ان يصفق لها الجميع ويكثروا من اللايكات والاطراءات لتقييمها ولكن هناك من يكون له رأي آخر فيبديه بلطف وبدون تجريح ويجب علي ان اكون واسع الصدر اتقبل النقد لاني أعلم أن مفاهيم الناس مختلفه فيجب ان أراعي ذلك فيهم كناشر لمقالةٍ او قصيده ولا اتبع الاسلوب القمعي الذي هو اسلوب المتهورين الجهلاء ضعيفي الحجة فأبادر الى الحظر او الرد الجارح لماذا أدباء و نجباء من اين يأتينا النجبُ وتأتينا النجابةُ اذا كنا نتصف بتلك الصفات . التي لاتقبل النقد وتستقبله بحساسيةٍ مفرطهْ تستدعي الحظر او الكلام الجارح.
أصدقائي :
منذ شهر ونيِّف
كانت تجربتي عند ابداء رأيي في أحد النصوص صدمني الرَّدْ !؟

وتساءلت أهناك أدباء ضاق صدرهم لدرجة عدم تحمل خمس جمل وأنا بعيد عنهم مئات الكيلومترات وقد تكون أكثر فكيف لهم ان يواجهوا نقداً من أحدِ جمهورهم في صالةٍ عامه زاخره بالحضور هل يتم اطلاق النار عليه على أعين الملأ .
لله في خلقه شؤون .

لكي لا أستطرد، وأطيل عليكم أعود لقصتي مع النص .
أصدقائي الاعزاء :
كلنا يعلم ان النص ان كان نص ادبي ام قصيده شعريه بمجرد نشره يصبح ملكاً للقرّاء وليس من الضروري ان نطبع على جبينه القبلات ونمنحه اللايكات بل قد يكون لنا رأي آخر او ملاحظه صغيره نبديها قد يكون غافلاً عنها الاديب فيتداركها او يوضحها حسب وجهة نظره ونكون من الممنونين له على تصويب مارأيناه .

أصدقائي الاعزاء :
احدى الاديبات المعروفات نشرت مقاله صغيره
كتبتُ فيها رأيي الشخصي بكل ادب ودون اي اساءة او تجريح فأزعجها ماكتبت ولا أعرف لماذا
وكان هذا تعليقي ورأيي في المقاله :
((كلام جميل ورائع ولكن ؟

ليست كل أمنيةٍ يمكن استبدالها بأخرى . فلو ضاعت منا وفرطنا بها فلن نجد مايشبهها ، ولسوف نمضي بقية حياتنا نجمع بقايا صورنا من ألف صورةٍ بالأبيض والاسود لكننا لن نتمكن من جمعها لتغنينا عن صورةٍ واحدةٍ من صورنا الملونه انها الايام تمضي مسرعه ويسرع معها عداد عمرنا فكل يوم يمضي يضيف مسماراً جديدا الى نعوشنا اعذريني آنستي
لست متشائماً الى هذا الحد، ولكن لكل شيءٍ حل يرضينا نفسياً فالقهوة ، والتلذذ بأكل الشوكولاته ، والنوم العميق لمن يستطيعه ، والضحك ، والخروج للتسوق ، والحب بعمق والانشغال بالمستقبل والطموح ، والقيام بالعبادات على أكمل وجه ، كل هذه الأشياء أجمل بكثير من البحث عن الحزن ومراقبة ذكريات الماضي والبكاء على الاطلال وانتظار الغائبين .
فالحياة جميلة جدًا ياسيدتي لمن يستبدل نظارته .))انتهى التعليق .
وبعدها قامت الدنيا ولم تقعد وتم الرد على تعليقي بردٍ جاف وأردفوا بالرد ان هذا النص للقراءة فقط وليس للنقد وتبعها بلوك .
سامحكم الله يابعض ادبائنا لماذا ؟!

أليس الأدب وسيلة “إنسانية، ومعرفية، وسلمية تنويرية” مكنت النخب البشرية عبر التاريخ من زرع القيم الفاضلة، وتنشئة العقول وتغذيتها بالجمال الشاعري، وبالفكر المضيء نحو الرقي والتطور. حتى على مستوى الدول كان وما زال التبادل الثقافي بينها عبر الأدب منذ العصر اليوناني، والنهضة العربية، والأوروبية حتى نهايات القرن العشرين وتواصلاً معرفياً لتقريبِ المسافاتِ بين الاتجاهات حتى المتناحره منها.
أصدقائي الاعزاء :
قال احد الشعراء :
لم يأكلِ الناسُ شيئًا مِن مآكلِهم
أحلَى وأحمدَ عقباه مِن الغَضَبِ
ولا تلحَّف إنسانٌ بملحفةٍ
أبهى وأزينَ مِن دينٍ ومن أدبِ
هل هذه المقوله صحيحه :
(كي تعيش مرتاح في هذا الكوكب العجيب عليك أن تتعلم فنون القسوة و ان تمتلك قلباً كالحجر)
قد اكون أنا آخر القانعين بها.

دمتم ودامت ايامكم وكل اوقاتكم أدباءنا الفاضلين ودمتم ياأصدقائي .

المهندس – قاسم الحوشان عياش
سورية

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!