بـكـل صـٍراحـة لغةُ الحوار لمُواجهة التّحديات- بقلم: رامي الحاج

لصحيفة آفاق حرة:
______________

بـكـل صـٍراحـة
لغةُ الحوار لمُواجهة التّحديات

بقلم: رامي الحاج

سألني أحد الأصدقاء:” لماذا في مُعظم كتاباتك تظلُّ متفائلا رغم الظّروف الاجتماعية التي لا تبعثُ عن الارتياح والإنشراح؟”، هذا السّؤال ألاحظُه يوميا على وجُوه هؤلاء الذين ما عادوا يطرحُونه بسبب هذه الظُروف بالذّات وغيرها، ومع ذلك هم في قرارة أنفسهم يُدركون بأنّ الغد لا بُدّ أن يكُون بخير على الأقل لأبنائهم وأحفادهم. إنّ دوام الحال من، إنّ مع العُسر يُسرا، وبعد الليل لا بُدّ للصُّبح أن ينجلي.. هكذا نُريد أن تكُون كتاباتنا تتدفّقُ حبّا وأملا وإيمانا بأنّ الغد الرّائع لهذا الوطن العربي الكبير يصنعه الجميع باختلاف مشاربهم وأطيافهم لا محلّ للإقصاء أو التّهميش، المهم أن نزرع بدورنا هذا الأمل المًؤجّل والفرح في نفس كل باحث عن مساحة يستقرُّ فيها، والأهم أن نُساهم في صناعة هذا البوح الجميل على ناصية البياض، أن نُؤسّس أقاليم مأهولة بالصّفاء والانتشاء ولو بكلمات نُصرُّ أن تكُون بردا وسلاما ولو جادل المُجادلون، وفي ذات الوقت لهيبا ونارا على كلّ من يُكنُّ لهذا الوطن الكبير العداء. إنّ القلم الذي أقسم به الله عزّ وجلّ، مسؤولية كبيرة في نشر ثقافة النّماء والعمار، لغة الحوار وتقبُّل الآخر في زمن أصبحت البغضاء والشحناء هي العُملة المُتداولة حتى لأتفه الأسباب. والكتابةُ مهما كانت نوعها، مثلها مثل الفُنون الأخرى، ليست غاية في حدّ ذاتها وإنّما وسيلة لتمرير رسالة مُعيّنة، فما يُضيرُنا لو جعلنا كلماتها وحُروفها تتفجّرُ ينابيع أمل من باب (بشّروا ولا تُنفّروا)، ولنا في سيرة الشّهداء الأبرار أكبر عبرة ودرس وأصدق مثال، فأين نحنُ من تضحياتهم الجسام؟، وإلى متى يظلُّ المُعارضون الذين في أنفسهم حوائج لم يقضوها بعد، يُصوّرون للعرب والمسلمين، لوحة سوداوية قاتمة عن أوطانهم؟، (يُخربُون بُيوتهم بأيدهم)… لماذا نميلُ إلى التّشاؤُم وننفخُ فيه مثل نافخ الكير بكلّ ما استطعنا لنجعلهُ كالبعيع؟، كالغُول الذي كانت جدّاتنا تُخيفنا به حتى ننام باكرا و لا نرتكب الحماقات الطّفولية؟، لماذا هذا النّفور من البياض والهروب من كل ما هو أنقى وأطهر والميل إلى كلّ شعور يُدمّرنا من الدّاخل؟، هل هذا هو الحلّ؟، وأيّ عاقل هذا الذي يرضاه لنفسه؟،، إنّنا نكتب ونُقلّب المواجع ونفكّك الفواجع، ولكنّنا في الواقع نُريد أن نكون بأقلامنا كالطّبيب الجرّاح الذي يكوي الجُرح دون أن يحرقه، وكالرّيح التي تدفع شراع السّفينة دون أن تُغرقها، وليس من يأكُلُ الغلّة ويسُبُّ الملّة، أو كمن يبني قصرا ويهدمُ مصرا…. واللبيب بالإشارة يفهم.

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!