. .تجاوز المألوف. في ثقافة الأديب. العربي الكبير. ( جروان المعاني ) / بقلم : محمد الحراكي

يطلق أديبنا..جروان المعاني.. سراح كلماته ..فتباً للأصفاد..يداعبها كعرائس البحر في غبطة، ومرح وفرح ، يغافل حروفه ، ولا يعدم الحيلة، يتخفى ثم يظهر، مراقصا خصور الألفاظ، باسطاً ، شباكه على غدير الظباء، يجوب في عيون المها ،يلتقط من لحاظها ، خوافي العشق ، ومجون الغرام..
*
عاشق وله ،يطالع الأحلام وليال السهر، يسمو بالأماني ، يجاور الإلف على غصن الجوى، ثم يحلق مع النسيم ، باحثا عن الورقاء،في خمائل الدوح ، وسواقي الحنين.
يبصر لآلئ الدر، مكنوزة في شفاه الندى، يملأ مداهن الطيب ، ويسكب عليها من الشفاه حكايات الغرام.
*
تختلط الألوان، عنده والصور، ويبدو المشهد منوعاً ، يداعب الأثير في لوحاته ويرسم الشغف، في حروفه، ويرتع في الدلالات ، وأوزان القوافي، وعلى الأيك، يتقاطر العشاق ، وتتسابق الالحان ، تنساب في عاطفة سامية، تخلد المَشاهِدَ في خواطر ( لا تطلب الغفران،)
ومشاعر تنبعث من قلب يتوهج بالصفاء، والضياء ، تفرض نفسها على القلوب، التي رأت فيها المشهد الأجمل ، في فضاء من الأشراق، ونبض من الحياة
*
هنا، يتساءل الأديب جروان المعاني، ….عن ذلك البحر المتلاطم أمواجه ، وعن البراري، وكيف تختلط المفاهيم، وكيف يتقمص الأشرار..عواء الذئاب، وكيف تعصف الريح في الأحلام، وتقتلع إنسانية الإنسان، وكيف يعيش الحقد دفيناً مختالاً، يتوالد في الصدور، وكيف يغدو الإرحام عقيماً.،
وكيف يعيش الجمال، متخفياً في القلوب ، مكنوناً في الأصداف، في عصر استبدلت فيه الروح بالمادة، واختفت فيه النفوس المتذوقة للجمال، وماتت فيه القلوب التي تقدس الحب، وتقف في أعتابه توسلا وترجيا..
*
فما احوجنا اليوم إلى هذه الروح التي يعيش بها الأديب ..جروان المعاني.. وهو يحملنا فوق بساط الأماني ، نحو رياض مورقة. بالمحبة والصفاء، مزهوّة بالنقاء والوفاء، ننهل منها ، ونشرب الكأس الطهور، من رحيق مختوم بالتواد والتواصل…
*
وماأحوجنا لأن نعلو بالصدق والوفاء والمحبة نقاتل شوائب الروض، وندخل الأسوار ، نبحث عن الجمال في مروجنا وربوعنا لنرويه، بالمحبة والفرح ،والبهجة. العطاء، ونتوج رياضنا، بصدق الكلمة ، ونعلو فوق الشعاب والصعاب والهضاب ، ونمضي ألى مناهل الضياء والنور ، نخاطب الساهرون مع النجوم،السائرون الى العلاء، نتحدث مع الطير في لغته والزهر والعطر… والشهاب.
*
فالأديب… جروان المعاني…قد حرق الأوهام في وهج البراري…ولا زال يصيح في خيل الأعنة والصهيل، يخضب قوافيه العناد، بحقيقة إدراكه للمسافات، ويطير باجنحة حروفة فوق الحيارى في هذا الورى، ويعلو مع المعاني ماشاء لها العلو، ثم يعود صادحاً بالمحبة والجمال والوفاء والصفاء والنقاء..
*
كل المحبة للأديب جروان المعاني الذي حطم أصفاد التعبير، وأشبع معاني كلماته بالمشاعر الصادقة العارية من الزيف، متجاوزا في تأملاته الصادقة كل مألوف، ومخالفا الفاسد من السائد في الأعراف
وكأنه العائد من المستقبل، يستعجل فينا البطء ، والترهل في الطرح، مثيرا لمدركاتنا، وتأملاتنا، وفلسفة جديدة للوجود الانساني ، في عصر يتقدم فيه على حاضرنا متفلتاً من التنظيم المراحلي، يسابق ظله، في جمل تختصر ، ابعاد النفوس بجرئتها في طرح المعقول، المتخفي في ظلال الحياة الاجتماعيه، التي تنوء بثقل السلاسل والقيود، واساطير الماضي، مجانبة الرجولة، في طرح المواقف ، ووهج الأشتعال.
يوقظهم نشيده….وعند الصحو من ثمولهم الطويل يلقمهم الساكبون الكؤووس من جديد، بلا وعود ،ولا وجود..
*
يسافر مع النجوم والاقمار.من جديد، وتحمله الغيوم ووتعلو به حتى السديم، وتعود لتنثره ماء تهتز له القلوب وتربو …
ولازال اديبنا الكبير ،جروان المعاني، يجوب في عراء فضائه المفتوح يحرض على الصحو .. ويعلن من هناك وهو يشرف على ماخلف التلال ان المسافة لا تحتاج غير الصدق والوفاء والنقاء والجد….وتبا للأصفاد ….وألف تب..؟؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!