جيل آخر موديل / بقلم محمد عبد الكريم يوسف

يشمل جيل آخر موديل الأطفال الذين ولدوا بين عامي 1995 و 2010  وهذا يعني أن الجيل الذي سبقهم بدأ يحضر نفسه لدخول سوق العمل . لقد ركزت وسائل الإعلام كثيرا على جيل الألفية في السنوات القليلة الماضية  لكن حان الوقت لتوجيه الانتباه إلى الجيل الذي سيشاركنا بناء المستقبل . وعلينا نحون الجيل الأكبر سنا أن نتفهم جيل آخر موديل وكيف يفكر وكيف يمكن أن نتعاون مع هذا الجيل لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من فائدة في مجالات علمية متعددة . سنتطرق في هذا المقال إلى جيل آخر موديل وكيف يفكر وما هي طموحاته وآفاق تفكيره ويمكن أن نلخصها بما يلي:  

جيل يسعى  نحو الأمن والآمان :

كان شباب هذا الجيل أطفالا في فترة الركود الاقتصادي العالمي الكبير وهذا يعني أنهم لم يشاهدوا والديهم يحققون مكاسب مالية كبيرة وقد زرع والديهم فكرة النضال لتحقيق المكاسب المالية . 

وينظر جيل الألفية إلى أنه أكثر مثالية وأكثر تحفيزا بالرواتب من هذا الجيل وهو شيء لا يعرفه جيل آخر موديل الذي يسعى نحو تحقيق الأمن والأمان المالي . جيل آخر موديل جيل برغماتي يسعى لإحداث الاختلاف في حياته وبالتالي ضمان الاستمتاع بحياة آمنه ماديا خارج أوقات العمل . 

يعتبر أعضاء فريق جيل آخر موديل أكثر قبولا للإغراءات والوعود المتعلقة بالوظيفة والترقية الوظيفية . 

جيل يميل نحو التنافس : 

يقال أن جيل الألفية أكثر ميلا للعمل في الفرق  والتعاونيات والعمل الجماعي . ويمكن أن يعمل في بيئة ترى التضمين والعمل المبطن أولوية لتحقيق الأهداف والغايات أما جيل آخر موديل فيميل نحو التنافس والعمل المنفرد والبروز وإظهار المزايا الشخصية أكر من المزايا الجماعية . يدرك أيضا جيل آخر موديل الحاجة لتنمية مهاراته بشكل مستمر للحفاظ على التواصل مع المحيط ومع ما يجري حولهم وربما تعلموا من آبائهم بأن تنمية مهاراتهم الشخصية هو نواة العمل الجاد وأنهم لن يحصلوا على نجاحهم من دون تعب. يعمل جيل آخر موديل بجد ويتوقع أن يتلقى المكافأة على الأعمال التي قدمها . 

جيل يرغب بالاستقلال : 

يريد جيل آخر موديل  الاستقلال المعزز بالقدرة التنافسية . ويفضلون العمل بمفردهم حتى لو كان العمل مضن ، كما يفضل هؤلاء العمل في مساحة مكتبية مستقلة  بدلا من الصالات المفتوحة في بعض الشركات . عندما يتاح المجال لأفراد جيل آخر موديل للعمل بمفردهم يبدعون ويتميزون في إدارة مشاريعهم الخاصة  حتى تتألق مهاراتهم وقدراتهم . ولا يفضلون الاعتماد على الغير في إنجاز أعمالهم الخاصة . 

يتضح الاستقلال في صفات جيل آخر موديل في اختيار فروعهم في التعليم العالي ويتفوقون على نظرائهم السابقين في جيل الألفية ويحاولون الانتقال بسرعة إلى صف القوى العاملة كما يتجنبون الديون ويجربون الخيارات الكثيرة للوصول إلى الأسعار المعقولة . على أرباب الشركات أن لا يتجاهلوا موظفا ينتمي لهذا الجيل فقد تكون أوراق اعتماده هي ما يبحثون عنه بالذات خاصة وأنهم يمتلكون مهارات استثنائية . 

جيل متعدد المهام : 

يختلف هذا الجيل عن جيل الألفية في لكثير من الأشياء إذ أن جيل الألفية قد يتعد من التنقل بين الحواسب ومعالجات النصوص والبريد الالكتروني والانترنت . وإذا كنت تعاني من هذه المشكلة مع موظفيك فما عليك إلا انتظار أفراد جيل آخر موديل الذين يتقنون كل مهارات التواصل ويعتادون على التحديث والتطوير عبر عشرات بل مئات التطبيقات الحاسوبية على المحمول أو الهواتف الذكية . يستطيع أعضاء آخر موديل التنقل بين البرامج المختلفة والتجهيزات الحاسوبية بمرونة وسهولة منقطعة النظير . يستطيع هذا الجيل تحمل ساعات العمل الشاق الطويلة وإذا راقبتهم أثناء العمل ستجد أن أفراد هذا الجيل ينظر كل ربع ساعة إلى هاتفهم المحمول ولا تستغرب هذا السلوك لأنهم يحدثون أنفسهم لمدة ثواني معدودات  قبل العودة إلى مهامهم المحددة . قد يعمل هؤلاء الأشخاص حول مهمة مكلفين بها في الحافلة أو المترو أو أثناء الذهاب والإياب من وإلى المنزل وقد يعملون في نفس الموضوع أثناء مشاهدة التلفاز وقد تغير هذه التصرفات مكان العمل في السنوات القليلة القادمة. 

 جيل يهتم بالمقاولات والمال ورجال الأعمال: 

يميل جيل آخر موديل إلى التجارة والمقاولات والمال وينجح بالأعمال التجارية بنسبة 55 % أكثر من جيل الألفية  . يرغب هذا الجيل في بدء الأعمال التجارية في وقت مبكر وهذا ينسجم مع رغبتهم بالاستقلال والنجاح المالي وهذا يبرر دوافعهم الكبيرة للعمل بجد بهدف تحقيق أحلامهم . يمكن لأفراد هذا الجيل التكيف مع اقتصاد المعرفة من أوسع أبوابه ويمكن أن يكونوا موظفين رائعين ويستطيعون أن يؤسسوا أعمالا تجارية مستقلة في المستقبل . 

جيل يرغب بالتواصل وجها لوجه : 

يفضل أفراد جيل الألفية التواصل عبر البريد الإلكتروني أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ولكن تشير الإحصائيات إلى أن 53% من أفراد جيل آخر موديل يفضلون التواصل وجها لوجه ويفضلون مناقشة قضاياهم العالقة  أو القضايا الشخصية وجاهيا أكثر من البريد الالكتروني . ويعزى ذلك إلى أن جيل الألفية نشأ معتمدا على التكنولوجيا ووسائل التواصل والبريد الالكتروني والسكايب وسنابشات للتواصل بالكلمة المكتوبة والصوت والصورة أما جيل آخر موديل فإنه يفضل المناقشة وجها لوجه في الاجتماعات الشخصية والعامة ويعتقد أن هذا هو السبيل للتطور المهني .   

جيل أفراده مواطنون رقميون  بكل ما تحمل الكلمة من معنى : 

لقد وصف الآباء والأجداد جيل الألفية بأنهم مواطنون رقميون لكن جيل الألفية نشأ في الواقع في عالم كان لا يزال مليئا بخطوط الهاتف الأرضية ذات الأقراص وذات الأرقام والشاشات والساعات والمواعيد والانترنت السلكي واعتادوا على التطور والتقدم مع مرور الوقت ويرتبكون مع بعض التطبيقات الهاتفية والحاسوبية الجديدة والتي تعد من أبسط تقنيات جيل آخر موديل . من ناحية أخرى يعيش هذا الجيل الأخير في عالم يعج بالهواتف الذكية وخدمة الواي فاي المجانية لأطول فترة ممكنة  ويستخدم90 % من جيل آخر موديل البصمة الرقمية إما في اليد أو الوجه أو العينين أو قصة الشعر أو إيماءة الرأس . ويتنقل أفراد هذا الجيل بين المنصات والتقنيات والبرامج الحاسوبية والهواتف الذكية بأيسر السبل وعلاقتهم بالتكنولوجيا فطرية وغريزية أكثر من أي جيل سبقهم . 

جيل يريد أن تلبى طلباته : 

يتوقع أفراد جيل آخر موديل بأن مكان العمل الذي يعمل يجب أن يحقق جميع متطلباته واحتياجاته مهما كانت . وهو بهذه النزعة يتوافق مع جيل الألفية من حيث توقعاته من موقع العمل . عندما تدخل إلى مكاتب أفراد جيل الألفية تجد أنهم يضعون لمستهم الشخصية في المكاتب ومواقع العمل  إذ أن لهم سماتهم الشخصية الخاصة . 

 تشير الدراسات التي تختص بعلم النفس والسلوك إلى أن أفراد هذا الجيل يمكن الاعتماد عليهم في نواحي عديدة خاصة في عصر الانفجار المعرفي والتواصل والاتصالات واقتصاد المعرفة والانتباه . 

 

المراجع 

Gen  Z , Tom Elmore , 2019   

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!