آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
لصحيفة آفاق حرة:
_________________
الرغفان: هو العيش الشمسيّ منتشر في صعيد مصر وبالأخص بالريف وقرى الصعيد وله طقوس مخصوصة عند خبزه لابد أن تكون الشمس قوية ولو كان الجو ممطراً أو غيم لا يصلح و الخبز ولا ينفع .
وعند خبزه تستيقظ المرأة من بعد الفجر لتعجن في(الماجور) إناء للعجن من الفخار ثم تتركه ليخمُر وعندما تشرق الشمس تقطعه على (المقارص) والمقارص مثل الطبق الكبير يوضع عليه الرغيف مصنوع من الطين وتوضع المقارص في الشمس حتى يُخمر الرغيف ويرتفع قليلاً.
ثم تذهب إلي الفرن وتحميها (بالوقيد) أي القش والفرن البلدي مصنوعة من الطين ثم تمسحها (بالفواده)وهي قماشة توضع في جريدة لمسح الفرن قبل وضع الخبز .
ثم تبدأ ترص الخبز حتى يستوي وتجد في ذلك معاناة كبيره .
ولقد جعلت فصلاً في روايتي خالتي حميدة. ذكرت فيه كيف كانت خالتي حميدة تخبز العيش الشمسي (الرغفان)
خالتي حميدة عندما كانت تخبز الرغفان (تقطّعه) أي تضعع على المقارص حوالي سبعة من الأرغفة لأنها وحدها الرغيف يكفيها يوم واحد .
وكانت ترص المقارص أمام بيتها تحت حرارة الشمس وتجلس بجوارها حتى لا يأكل الدجاج الخبز وتهش عليه من الذباب.
خالتي حميدة تسمى ذلك اليوم يوم الخبيز و تكون متعبه لأن الخبيز معاناة ومشقه وهي تعيش لوحدها بناتها متجوزات وأبنها رضوان طفشان في ليبيا ولا يسأل عنها ولا يرسل لها أي شيء.
وصناعة الخبز الشمسي عادة فرعونية قديمة ولقد وجدت بعض الأرغفة محنطة في المتحف المصري القديم موجودة حتى الآن ولا يزال أهل الصعيد يصنعونه حتى الآن وهو أهم خبز عندهم وبالأخص في الريف والقرى.
حديثا استبدلت أفران الطين بأفران مصنوعة من المعدن تعمل بالغاز لا تتعب المرأة مثلما كان النساء يتعبن قديماً .
ولا تقف في الشمس ولا تستيقظ من الفجر كالسابقات بل لا تخرج من شقتها تخبز وهي داخل بيتها كان النساء قديماً يعشن في معاناة عند الخبيز والغسيل والطبخ على الكانون والراكية فتبدل الحال الآن للأحسن وللأفضل .
على الرغم من التقدم لكن مشاكل النساء كثرت والعديد منهن يتمردن ويخلقن المشاكل الأسرية .
وقديماً المرأة كانت تتعب في خدمة بيتها لكنها كانت هادية الطبع ذات سكينة مطيعة .
…..
من روايتي خالتي حميدة(خبز الرغفان)
