عملة بوجهين / بقلم : وداد فرحان – سيدني

هل يجوز أن نعزل أنفسنا عما يدور في هذا العالم من كراهية وحقد، ونشير الى مرتكبي الجرائم بأنهم حاقدون مليئون بالكراهية؟

ربما تستتر الكراهية خلف ستار مبرراتها، لكنها تظهر جليا بأنها نتاج حالات نفسية وعقد اجتماعية، إنها جوهر الأنا التي التزمت بمخيلاتها المعقدة.

إنها الرغبة في الشعور بالتفوق والتميز على الآخرين ووضع الضحايا كمتفرجي المسرح، يعلو خشبته من يثير الدهشة والاهتمام.

إن التطرف حالة تولدها الظروف المحيطة، يظهر جليا بانتشاء معتنقيه، ويختفي كالنار تحت الرماد إن أردنا اخفاءه.

إن القتلة يتشابهون بدوافعهم، يعميهم هوس مبررات فعلتهم، وان اختلفت بينهم العقائد والأفكار والقيم.

إن تعميم الفكر الأعمى يولد الارتباك، ويفجر براكين الحقد الذي يصل لغاية القتل بدم بارد.

لقد أذهلتنا فاجعة الجريمة التي ارتكبت ضد المصلين في نيوزيلاندا، واختلفت ردود أفعالنا، منها ما طفا على السطح، ومنها ما اختفى تحت الرماد، وكانت النتيجة أن الكراهية تولد كراهية مثلها، ربما لا تكافئها بالحجم، لكنها تعاكسها بالاتجاه.

فهل رأى من ينتمي الى مدرسة العنصرية التي ينتمي اليها القاتل، أن المقتولين أبرياء كانوا يهللون للسلام كما نحن نراهم؟

كيف لنا أن نشارك في تحويل العالم الى محبة، وننهي دائرة الكراهية المتغلغلة فيه كعملة واحدة بوجهين.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

تعليق واحد

  1. كيف لنا أن نشارك في تحويل العالم الى محبة، وننهي دائرة الكراهية المتغلغلة فيه كعملة واحدة بوجهين؟!!!!
    الله !!!!!!!!!!!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!