ما مدى تطبيق مشروع “السلوك من أجل التعلّم” في مدارس مملكة البحرين؟

آفاق حُـــــــرة 

   كتبت ـ الأستاذة فاطمة النهام

كاتبة وقاصة بحرينية واختصاصية إرشاد اجتماعي أولى

لا يخفى على الجميع بأن المدرسة هي من أهم وسائل التنشئة الاجتماعية لتكوين وبناء شخصية الطفل، فهي ذلك العالم المفعم بالذكريات الجميلة والمغامرات اليومية يخوض فيها الطفل تجارب عدة لصقل شخصيته وتعلم المهارات والعلوم والفنون والترفيه وتكوين العلاقات مع الرفاق وتعلم القيادة وتحمل المسؤولية واكتشاف المواهب والحصول على الدعم المناسب بحسب الحاجة، وانضمام الطالب إلى الجماعات المدرسية واللجان الطلابية والمشاركة في البرامج السلوكية المناسبة.

يعدُّ مشروع “السلوك من أجل التعلم” من المشاريع الريادية الهامة لمشاريع تحسين أداء المدارس، حيث يخدم الحالات السلوكية من داخل بيئة الصف إلى المشرفة الإدارية إلى المرشدة الاجتماعية وختامًا بالإدارة المدرسية.

وهو المشروع المتكامل الذي يخدم المعلمة والطالب، المتمثل في توصيف إجراءات المعلمة في حل المشكلة بشكل دقيق وحفظ التوثيق، وخدمة الطالب من خلال توعيته بوضع إجراءات علاجية وقائية لتعديل سلوكه مستقبلًا، فلا تتصعد مشكلته إلى إدارة المدرسة إلا بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل جهاز الإشراف الإداري ومكتب الإرشاد الاجتماعي.

وأيضًا الهدف من مشروع “السلوك من أجل التعلم” وضع الرؤية المناسبة أمام عيني الطالب لمعرفة آلية التدرج في حل المشكلة، فالطالب لا يلجأ إلى الإدارة في حل مشكلته مباشرة قبل أن يتوجه أولًا إلى المعلمة ومن ثم المشرفة الإدارية إلى المرشدة الاجتماعية.

فالكل يتكاتف بالمدرسة إلى احتواء الطالب وحل مشاكله وتوعيته وإرشاده بتطبيق مشروع السلوك من أجل التعلم وتوثيق الإجراءات في استمارات خاصة بملف لكل موظفة (ملف المعلمة وملف المشرفة الإدارية وملف المرشدة الاجتماعية) وإعداد ملف يعد بتوصيف الإجراءات.

كلنا كمنتسبي مدارس مملكة البحرين يقع تطبيق هذا المشروع على عاتقنا، ومن المهم تطبيقه بشكل واضح وجلي؛ لأنه يحفظ حقوق كلٍّ من المعلمة والمشرفة والمرشدة والطالب، والهدف الأخير منه هو مصلحة الطالب والسعي إلى تقويم سلوكه وتنبيهه إلى القيام بأدواره الطلابية بشكل صحيح بعيدًا عن السلوكيات الخاطئة والسلبية، وحس المسؤولية الذي نلمسه ونرجوه من الجميع في تطبيق هذا المشروع الذي يسعى إلى تحسين السلوك وبالتالي نيل التعليم العالي والفعال.

فوزارة التربية والتعليم كان لها جهودا ولمسات واضحة في تدشين هذا المشروع وأكدت على أهمية تطبيقه نظرا لما له من دور مهم لبيان جهود المدرسة في تطبيق الإجراءات المتخذة بإيجاد الحلول المناسبة لسلوكيات الطلبة بحسب اجراءات ومعالجات لائحة الانضباط الطلابية بدءا من داخل الصف وختاما بادارة المدرسة.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما مدى تطبيق هذا المشروع؟

وهل يطبق بشكل صحيح؟

فاطمة النهام

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!