نصٌّ للبرد والضباب والمؤامرة / بقلم : كامل النصيرات

البردُ إذا شاء تغلغلَ فيكَ وأنساكَ حليبَ الأُمِّ ورافقَكَ إلى جذوةِ روحِكَ ..! والخوفُ إذا ساورَكَ وأنتَ تشدُّ رحالَكَ للعشقِ بهذي المعمورةِ فاعلمْ أنّ الدولَ الكبرى تتأمرُ فيكَ عليكَ وتأخذُ من (عَلَقِكَ) بعضَ بقايا شَعرٍ لتكيدَ (حجاباً ماكنْ)..يخنقُ فيكَ الرغبةَ في الشارعِ والبيتِ وفي الحارةِ وتحيلُ الخنقَ أماكنْ..!

الشيخُ العارفُ فيكَ سيعرفُ وقتَ ضبابٍ أنّ سلاح الفقراء دموعٌ ..وسلاحُ العشّاقِ لهاثُ سَرابٍ وسْطَ ضبابٍ ..خُردةُ قلبِكَ لا تنبضُ إلاّ بالحربِ على الكونِ الرافعِ كلَّ أصابعِهِ في عينيكَ وأنتَ تشدُّ الإبصارَ كصقرٍ سلّمَ أوراقَ قضيّتِهِ لمقاهٍ ثرثارهْ ؛ وصحارى ترفعُ رجليها للريحِ وتنتظرُ الغارةَ تلوَ الغارهْ..!

لا تعشقْ..لا تتعملقْ..أمريكا فوقَكَ تُرسلُ أقماراً ..ترصدُ خوفَكْ..ترصدُ قلبَكَ حينَ (يكشُّ) ..واعلمْ : إنْ (خشَّ) القلبُ على الخوفِ فإنّ الموتَ (يَخُشُّ)..!

أنتَ المذبوحُ وسكينُكَ تالفةٌ..(إسرائيلُ) بجنبِكَ..تخرجُ في الليلِ؛ فـ(إسرائيلُ) كبنتِ الليلِ تماماً؛ تأخذُ موجاتِ الأقمارِ الأمريكيّهْ..تسري نحوَكَ بالخِطّةِ والخِطّةُ كونيّهْ بأيادٍ عربيّهْ ..وتحوّطُكَ بِسُمِّ الطقسِ الماكرِ..بردٌ وضبابٌ وبقايا أكلٍ كنتَ تؤخِّرهُ للجوعِ الأكبرِ..! أنتَ محاطْ..جيشٌ من غير جنودٍ أو ضبّاطْ..جيشٌ من فَزَعٍ..متروكٌ للقططِ الباسلةِ بشهرِ شُباطْ..!

لا الريحُ ستعرفُ أنكَ مغتَصَبٌ ..لا الأيامُ ستدركُ لعنةَ بردِكَ وضبابِكْ..وسيبقى الشيبُ يواري فيكَ بقايا عُمرِ شبابِكْ..وستبقى بنتُ التينِ تلاوعُ فيكَ هدوءَكَ ..يخرِجُكَ التينُ من الدِّينِ..وأنتَ المرميُّ على بابِكْ..!

 

 

 

عن /جريدة الدستور

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!