لصحيفة آفاق حرة
ــــــــــــــــــــــــــــ

ثقافة الفيس

بقلم المحامي – محمد الغانم

الفيس و آله وأصحابه لايصنع ثقافة نظيفة لأن من يرتاده مزيج غير متجانس من البشر فهناك السادة وهناك العبيد وهناك المرتزقة والجبناء والدخلاء وهناك المحترمون والمحترفون وهناك المشعوذون والمتسكعون وهناك الهواة والحرباوات والقاذورات وهناك أبناء الذوات والماجدات وهناك الفاشلون والفاشلات والقوّادون والقوّادات وهناك وهناك مالم يخطر على قلب بشر

هناك من يسرق بطريق الاقتباس ويجمع البقايا من كل كأس ويخطف وردة من هنا ووردة من هناك فتختلط النكهات والروائح ولم نعد نميّز الفُلّ من الياسمين ولا اللوتس من القرنفل ولا عصير الرمان من الليمون …

هناك من يتعثر عشرات المرات وينعقد لسانه عند قراءة منشور ما لِما فيه من هنّات ومطبات وعثرات …

هناك من يأخذك لبعيد وتغرق في كلماته لجمالها وكلما حاولت الخروج زدت إبحارًا وعشقًا وتأثرًا …

هناك من تندم لصداقته وتعليقاته الوضيعة وأسلوبه المُمِل …

هناك من يطير بأجنحته فوق رُبى أصدقائك سيما السيدات منهن ويأتي القبول منهن على عجل لاقتران اسمه بصفحتك.

بالفيس وأبناء عمومته تجد المجتهد العامل يجتهد ويكتب والجاهل شبه الأمي يسرق وينشر وهنا تضيع الطاسة ولانعرف الهوية الحقيقية للكاتب …

أسوأ ما في الفيس أن السارق يناقش الغير بما سرق ويدافع عمّا ينشر كأنه تركة من أبيه بينما الكاتب الحقيقي ينظر من بعيد ويعجز عن فعل أي شيء …

ليس هناك بالفيس حماية وحفظ لحقوق المبدعين والذين يكتبون بمهنية عالية أمام القرصنة العلنية والأيدي الآثمة والنفوس الكريهة …

كغيري أتعرض على الدوام للبوق في صفحتي المتواضعة وعلى مواقع ومنتديات أنشر فيها أو أمرُّ بالصدفة عليها وأجد دمغتي المعهودة من سنوات طويلة وهي *#خربشاتأبوغانم. أو المختصرة خ.أ.غ وقد تم إزالتها ونُسِب منشوري إلى من قام بسرقته.

أذكر مرة أني نشرت على صفحتي خربشة اجتماعية جميلة جداً تعبت في ترتيب أفكارها وتزيينها وتلوينها حتى غدت تحفة فنية أغار عليها من نسائم نيسان ولم تحصد تلك من التعليقات والإعجابات سوى العشرات وما هي إلا ساعات حتى قرأتها على صفحة صديقة جميلة عيونها ساحرة بعد أن قامت بإزالة دمغتها ودفعني الفضول بالدخول وفوجئت بمئات الإعجابات والتعليقات وكلها تحمل أرق العبارات والمدح والثناء لصاحبة القلم الاستثنائي والمبدعة والأديبة الواعدة عندها أطللت برأسي وكتبت لها تعليقاً : ( سيدتي أظن أن منشورك صورة فوتوكوبي عن منشوري فسبحان الله على جمال أفكارك وأفكاري ولا يَغلى على عينيك الجميلتين فتعالي نتشارك في كل شيء فلربما ساقنا القدر لنصبح بالكتابة أجمل ثنائي.) وهنا خَجِلَتْ الصديقة من كلامي بعد أن وصلتها رسالتي وفهمت صرختي وعنفواني وردة فعلي الآني وبادرت هي على الفور بمسح ما سرقته وأرسلت لي على الخاص بغصن يحمل وردة وحولها أشواك كثيفة وقلت في نفسي حينها الله يستر يا ولد …

صباحكم أمانة ونقاء وأبعد ما يكون عن الشبهات والسرقات.

#خربشاتأبوغانم

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!