إمرأة يستحم بها الماء/ بقلم : عبد الحميد الرجوي

إلى امرأةٍ يستحمُّ بها الماء ..
…………………………

بالتيهِ جَنَّ الهوى في هُدْبِها جَنّا
و هكذا الليلُ ما أحلى بهِ السُكْنى !

وفي أصابِعها هذي المُنى ارتَعَشَتْ
بالماءِ ، بالعطرِ ، بالشوقِ الذي غَنّى

وَشوَشتُها و حكايا الوردِ في فَمِها
شَفّافَةٌ ، ذَابَ في أنفاسِها المَعنَى

يُومي الكريستالُ في أَقراطِها لِفَمي
إذا دَنا و تَدَلَّى ، يُربِكَ الأُذْنـا

في شَعْرِها يَتَدَلَّى الليلُ في تَرَفٍ
يَسيلُ ، يَلهَثُ فَوقَ الخَصْرِ مُمْتَنّا

المَاءُ يَبدَأُ مِن نَبْعٍ على فَمِها
وفي نَدَى قَدَمَيها يَنتَهي ظَـنّـا

(النيلُ) في كَفِّها اليُسرى يُدَلّلُها
و يَرتَمي (بَرَدَى) في كَفِّها اليُمنَى

أَكادُ أَسمَعُ في خُلْخالِها نَغَماً
إذا على قَدَمَيها الشوقُ قد رَنّـا

إني أَعَدْتُ بها تَرتيبَ خَارطَتي
بَينَ النساءِ ، فَما أَقْوَى بها الجُبْنا !

كأنها زَرَعَتْ في داخلي رَجُلاً
إلا لها لا يُغَني في الهوى لَحنا

فَلَمْ يَعُدْ للعَذارَى في مُخَيّلَتي
إلا حَديثٌ لعَينَيها اْستَقَى الـجِـنـّا

بِها عَصَرتُ سنينَ العُمْرِ ، فَاْنسَكَبَتْ
على فَمِ الكأسِ هَالاً يَحتَسي الـبُـنّـا

إني بها أَتَحَدّى المَوجَ في نَزَقي
إذا لَمَحتُ بلَيلَى الطَيشَ أو لُبنَى

هُنا أَعَدْتُ فُتوحاتي على يَدِها
و جِئتُ أَمسَحُ عن تَاريخيَ الحُزنا

و عُدْتُ أُزهِرُ كاللَيمونِ في فَمِها
و مِن لَمَى شَفَتَيها أَرشِفُ الـمَـنّـا

لا يَنتَهي هَذَياني في أَساوِرِها
و قَابَ قَوسَينِ ــ ذَابَ القَلبُ ــ أو أَدنَى

و للجُنونِ أَراني قد وَصَلتُ بها
و مَنْ يُعاتِبُ مَفتوناً إذا جُـنّـا !؟

.
.
.

…………….

عبدالحميد الرجوي

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!