أريدك لي بلا رحمة / بقلم : طه العزعزي

أحببتك أيها الوطن

وأريدك الآن لي بلا خوف

أريدك لي بلا دفء حتى

كي أتخلص من هذه العلة الموجعة كالغياب

ومن هذا  المنفى الكئيب الموجع كقلع الضرس من الفم

أريدك الآن لي كي أضحك جانباً رغم لاشئ

أخرجني من هذا السفر الموحش كالهزيمة أيها الوطن العاطل

أرجعني إليك كطلقة لا تصيب

كلوحة فنية لفان جوخ تضعها في الواجهة

كمرآة أمام وجه قبيح لا يضحك غالباً

كيدٍ قصيرة تدق أبواب الفقراء والجوعى

كالدموع الصغيرة التي لا تأخذ شكل الغرق

كالشتيمة اللزجة في أذن سيدنا الرئيس

كالربيع ببسمته الخضراء

كالشمعة بين حبيبين في ليلة دخلتيهما

كالأصبع السبابة وهي تشير بإتجاه أنفك

كالحزن الذي يكبر في عين نبي

كالدم الذي  يشعل لنا ثورة طيبة !

كالورق الجاف الذي أكتب عليه هذه القصيدة الآن

كعاطلٍ يدرب يده الرخوة على القلق

كالظلام التائه في الضوء حتى

كمستقبلي المحترق بالبنادق وزيت القبيلة

كالجندي الذي يفكر بخلع سرواله وبندقيته الهالكة هرباً من جحيم هذه الحرب

كلعنتي العارية من التخفي

كالحكاية في ليلة مسمومة الندم

كالطين في وجه جدرانك الواقفة

كالإنسان الذي لا يبيض

كالموت بعد هذه الحرب الطويلة الوجع

كالدفء الكاذب  في الجيوب المثقوبة

كالإضافة الخشنة في الديكور الجميل

كالقدم الحافية التي تركل الكراتين في الشوارع

كالبسمة المعضوضة الإتساع في وجهي هذا

كالعضو الذكري الذي يحتج كثيراً

ككل شئ هنا أحبه شخصياً

أحبك أيها الوطن الكبير كالقصيدة

أحبك أيها الوطن الذي يتسع الآن كالجرح العميق

أحبك أيها الوطن رغم توفر الرصاص

والقذائف والبنادق

وهذا الموت المجاني

أحبك بلا رحمة

وهاأنا أقول ذلك الآن  وألتفت إلى الخلف

خوفاً من رصاصة طائشة الضوء

تأتي من جهاتك الأربع القاتلة .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!