ثقافة الاحتياج \ الروائي محمد فتحي المقداد

لصحيفة آفاق حرة
ــــــــــــــــــــــــــــ

ثقافة الاحتياج
بقلم – محمد فتحي المقداد
الرّغبة مُطلقة الاتّجاهات والاعتبارات، مُبرّرة المقصد والوسيلة عند صاحبها على الأقلّ، ويرى ضرورة تحقيقها لاستدامة حياته بالصورة المُرتسمة في ذهنه المناسبة لاعتقاده وطريقة تفكيره ومزاجه، وكثيرًا ما تتحوّل إلى هاجسٍ مُلحٍّ مُحرّقٍ مُقلقّ لدواخله، تتحوّل الرغبة هنا إلى مرحلة النّهم والشّغف.
وتتطوّر الرغبة انطلاقًا من إسار الأحلام والرّؤى لتصير قضيّة احتياج، هنا تتبدّى نقطة الانطلاق إلى ساحة ثقافة الاحتياج الدّائمة.. لأيّ شيء.. لكلّ شيء.. على مبدأ سننتفع به مستقبلًا.. أكلٌ بلا شبع، رغبة الامتلاك.. التملّك.. الاستملاك. المُتطلّعة لما في أيدي الآخرين. حتّى أخذ الموضوع عند الكثيرين منحى الطمع.. الجشع.. عدم الشبع.. النّهم.. الشّغف.
حكمة حفظناها ووعيناها منذ صغرنا: (القناعة كنزٌ لا يفنى)، بالمقابل جاء من يقول: (إللي ما يطول العنب.. حامضًا عنه يقول)، رؤيتان متعاكستان في طريقة النّظر للأشياء.
في ظلّ المُتغيّرات العالميّة على كافّة الأصعدة، جميع المجتمعات الإنسانيّة دخلت دوّامات من الأزمات خاصّة الاقتصاديّة الخانقة وليدة انتشار وباء الكورونا، يبدو أنّ البشريّة على أبواب تبدّلات جوهريّة في السلوك والتواصل والنظر إلى الحياة.
………..
عمّان – الأردنّ
١٨/ ١١/ ٢٠٢٠

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!