متى اتعظ / بقلم : أركان القيسي – العراق

للموت فينا سهام غير خاطئة

من فاته اليوم سهم لم يفته غدا

 

رسائل الموت تطرق بابي في كل لحظة مرات عديدة  لا تحصى

 

ولا تعد ولكن لا أبالي ولا أقف عندها متأملا ولا متذكرا ولا

 

متعظا …….ولو اتعظت لفترة من الوقت لرجعت متناسيا ذلك

 

كله !!!تناسيت على عجل نسيت هادم اللذات وما أنسانيه

 

الا  عظيم إقبالنا على الدنيا وإدبارنا عن الآخرة

 

ولابد من موت ولا بد من بلى

ولابد من بعث ولا بد من حشر

 

وإنا لنبلى ساعة بعد ساعة

على قدر الله مختلف يجري

ونأمل ان نبقى طويلا كاننا

على ثقة بالامن من غير الدهر

ولكل منا أجل محتوم واحد مقسوم لا محيد عنه ولا مفر …

وتلك لعمري حقيقة يتغافل عنها بعضنا

العيش منقطع والعمر منتقص

والعبد مختلس والموت في الأثر

نموت جميعا كلنا غير ما شك

ولا أحد يبقى سوى مالك الملك

نعم إن للموت رسائل علينا أن نقف عندها ونتاملها لغرض

الأستعداد لما بعد الموت فلا شيء ينفع بعد الموت الا الإيمان

والعمل الصالح……فلا الألقاب ولا الرتب ولا الأموال ولا الأولاد

الا من أتى ربه بقلب سليم……. نعم إن الموت أمر جلل يطلبنا

في كل ثانية ولكن نتناساه لقساوة قلوبنا وتعالينا وتجبرنا

وكانما سكرت أبصارنا عن رسائل الموت وعطلت عقولنا وران

على قلوبنا…..

وكانما لم نقرأ (كل شيء هالك الا وجهه )

اليوم تفعل ما تشاء وتشتهي

وغدا تموت وترفع الاقلام

استغفر الله من ذنبي ومن سرفي

اني وان كنت مستورا لخطاء

ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له

من الله في دار المقام نصيب

آه لعجيب  أمر الدنيا الفانية توهمني بان الموت قضية لاتعنيني بشيء

وانما هو لكبير السن للمرضى ولغيرهم هكذا أوهمت نفسي

ويزين لي الشيطان تلك الكذبة التي صدقتها

رسائل تحذير يا…… ابن آدم إقترب منك ا لموت ولكنك

في غفلة…..فما أكثرها الرسائل!!!!!

أولها أبي الذي مات وتركني وحيدا في هذه الدنيا

عمري الذي أكلته السنون والشيب الذي دب في رأسي …

والأمراض التي تناوبت على جسدي

وظهري الذي تقوس وأسناني التي تساقطت

وجاري الشاب الذي مات من دون مرض

وصديقي الذي تركته ليلا فاخبر بالصباح بموته

وقريبي الذي مازال في ريعان شبابه قد داهمه الموت بغتة

من دون سابق انذار فهو لم يكن مريضا ولا طريح الفراش

فتاتيني مكالمة بمنتصف الليل لتصدمني بوفاته

وطبيب الحي الشاب الذي يداوي مرضانا قرأت وفاته على الفيس متعجبا

والرجل الذي نجا من حادث سير مروع

والمريض الذي لازم الفراش طويلا

وذلك الجدار الذي سقط على مجموعة أطفال فانهاهم

وغيبهم عن الدنيا

وغيرها من الرسائل والتي لا تنتهي…لعلي أتعظ بما يقع من حولي

لكي لا يكون الموت لي مفاجأة …

اليوم تفعل ما تشاء وتشتهي

وغدا تموت وترفع الاقلام

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!