حين أكتمل / بقلم : حواء فاعور ( سورية )

أكون آلهة حين اكتمل بك، أنت الذي لم توجد ،وأخاف من إيجادك كي لا أخسرك .
انا التي خلقتك و جعلت منك حلقة تسد فراغ روحي الملعونة بالامتلاء .
هذا الكون ظالم وكثيف كلجج نار في داخلي ،
أحشر جحيم الخارج مع جحيمي لاصنع حربا ، وأظفر بالرماد ظانة أني حينها سأفسر حياتي .
حياتي التي تلتهمني مثل ضبع برار يأكل جيفة .

وجهي وأنا
ينفيني مثل التقاء الموت بالحياة ،
فكيف التجئ اليك دون ان اخدعك ؟!
وكيف أستطيع ان أقنع نفسي بأن واحدا منا هو الوهم الذي يستحيل عناقه او على الأقل لمسه للحظة خاطفة وباقية؟!
كالألم نحن معا ، يشعر كل منا بالآخر دون ان يكون لأحدنا ماهية او صفات.
أريد ان أتأكد أن عقلي محسوس ، اريد خلق مركز له لأطوف حوله كمن يسعى ليظفر بالسلام .
لا أمس لي ولا غد ،ولحظتي مرهقة ومكتظة بالرعب
الرعب المحشو في مجمل إحساسي باليأس والسأم ، والخيبة حول جدوى بقائي على هذا النحو لمدة أطول .
بقائي المرتبط بالعذاب بين التجلي والوعي الدقيق الصادم
وجهدي المبرح لاتجاهل تفاصيل الناس والعالم ،و لأنسى مآسي البشر المخزية ، ولامنع نفسي من التفكير المجرم بمحرقة دون اي استثناء او تزكية .
أحرق ذاتي معك وكأني انتقم من ضعفي أمام مخلوق لي ، نفخته أنا في داخلي بصمت ثم كبر بغفلة حتى ابتعلني .
هذا المخلوق الذي لم يوجد يوما!
الذي هو أنت ،معذبي الأول قبل عذابات الحياة الظالمة
أنت الذي عشقتك وحقدت على عدم وجودك لتحتويني بصورة مرنة تقيني من التشوه باللهب المستعر في جوفي .
أنت الذي أقتل نفسي انتقاما منك وهربا من العالم الذي يزدرء هالة النور التي حولي دون اي علم بالظلام ،
الظلام الذي نهش اعناق أحلامي ورماها في مستنقعات خلف سد الروح التائهة .
الروح الضخمة المجنونة التي حين فجعتها استحالة وجودك
خلقتك منها واقترنت بك، ثم احرقت نفسها واياك
وابقت على جسدي ،
فإن خلقت يوما ، لا تقترب منه إلا بغية دفنه
لتهنئ انت ويهنئ العالم .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!