رؤيا / بقلم : طارق عمار

“رؤيا”

(1)

“ودع هريرة” … هل ركبٌ مضى ؟

أم أنها الأعوامُ كرَّتْ

والمساءاتُ التى قد أعثرتك

تزيد من كم التملُّح فى دمك ؟ !!

ذى بلادٌ فارقتْ و الماءُ غاض

وفلكها مرت “هريرة”

و أنت الآن فى قاعٍ فلا دلوٌ تدلى ترتقيه

ولا سيارةُ يُدلون واردَهم ولا أمرأة تهيِّئها لنفسك

أمْ تُرى مرَّت “هريرة” و المفازاتُ استقامتْ فى المدى

جبلاً تخِرُّ النارُ من عليائِه

آنستَ فيها جذوة العشق النضديد

فهل “هريرة” عند شاطئهِ اليمين ؟

أمْ المدى المزرقُّ منبجسٌ به سحبُ الدخان

تظنُّها عينَ السِّقاية

أمْ صِرْت فى صدر الرُّعاة

لاتَسقِ من بئر ولا يستأجرَنْكَ نبيُّهم

فما هريرة غيرُ سابلةٍ تمرُّ على اثنتين من العيون و عشرٍ.

هل ودعتها حقاً

أم طورُها الشاخصُ صار على استقامته سماءً

فاقعٌ لونُ الذبيحةِ غيرَ أنَّ لسانها المعوجَّ ما أفضى إلى المقتول عن أنباءِ قاتله

ولا خرَّت ملائكة لتسجدَ فى المدى عند انفلاق البحر

هل ودَّعتها

أم غافلتكَ وراحتْ تزرع الصحراءَ من عينيك

والمنَّ والسلوى لقوم آخرين

أم ترى هبطتْ

فمصر الآن صارت قابَ قوس واحد

مَن ينزع الأشواق من قلب الحجر

ومن يؤجِّجُ نارَك الخابى أوارُ رجيعِها

يا مُنتهَى الظِّلَّين … حاولْ

ما هريرة غيرُ فُلكٍ سابح فوق الرمال

فودِّعَنْ … أو فلتفارقْك السماءُ

صروحُها شُمٌّ …

فلا نارا تقارفها، ولا نوديتَ عند بداية المَدِّ

اتسعت فما اقتربت … ولا احتجبت …

ولا بدا لهم من بعد رؤيا الآى أنْ يضعوك فى سجن فسيح

كفاك ذاك وقم فودعْ

ما هريرة غيرُ ظلٍّ باهتٍ من فوق جُدُرِ الروح كاد أن ينقضَّ

لكنْ هل تطيقُ وداعَها حقاً يا … “أيها الرجل” ؟

(2)

عينٌ ….

هذى المشكاة تجاهدُ …

سطعَ البرق عليك فهل أزفتْ آزفتُك

أم صارتْ بضعَ سماوات تسَّاقط ؟

ما مِن سرٍّ آخرَ تفضى به …

رُحْبٌ قلبُ الظلمةِ فايْأسْ …. أو خذ راحتك الأخرى !!!

(3)

تتجلَّى يا هذا النازفُ عشقاً حتى الثمالة

تتجلى ….

ما بَرِحوا ينسلونَ إليك …

يفتتحون وريدَك ….

يختبئون بظاهرِ الجلد

فلا تُبينُ لهم عن شيئٍ سوى ورقةِ تينٍ ..

صَفين اثنين أو صِفين …..

والمرتجلة هرباً تترحَّل فوق الناقة …..

المصحفُ فوق سنانِ حرابهم المُشهرة

تنبَّهْ ….

ذاك أوانُ الفتنة فاستخلصْهم فرداً فردا …

إنك لستَ اليومَ من الآتين على عَجل

بل أنت من الرُّحل …

جرهمُ تُحدِث أمراً ليس من الحنفية فى شيئ

فلا تأسَ عليهم

واهجرْهُمْ أنت الهاجرُ و الهجرة و المُهْتَجَرُ

تنبَّهْ

سُنَّ الحربةَ فى كبدٍ لاكتْهُ الحِدأةُ

 (4)

جبلٌ وساريةٌ ….

ما ذاك ؟

لست سوى عينٍ تفجرتْ فى عمق البيدِ تبيدُ

الآن سترفعُ لهم قواعدك

البيتُ مِراحٌ لهم

أنت الآن رُحْبٌ جداً

فخذهم بين صفاكَ ومَرْوَى …

مُرَّ بهم ..

فالعشرة آلافٍ ضاءتْ مرَّ الظهران

وما فارانُ سوى لغةٍ ضلَّت عن ألسنةِ القوم

يعادلُها قمرٌ يخرجُ من أصلاب بنى هاشم

الله الله …. أحد …

اُحدٌ ينفردُ بنا و الأخلدُ بين صفوف الأحزاب

فهل نفرٌ مِن ذى قارَ أتوْا

أم حُقَّ علينا القولُ

فصرنا عصفاً للفيل

(5)

بانت “سعاد”

فأين الآن رحلٌ قد أُعِدَّ ….

وهل علمَ القبائلُ مِن معدٍّ …؟

أىُّ شيئ كان … ما هذا؟

بانت سعاد و أنت أيضاً بنتَ

قد أضحى التنائى …..

فلا الجودىُّ يعصمُ ….

ولا ثامننا كلبٌ بوصيدٍ ….

الحدأة لاكتْ كبدَك

و المذكورُ بنصِّ البيعة ليس سواك

فلماذا يخرج من عمق الصحراء “يزيدٌ ”

ولماذا تبكى بنتٌ للصدِّيق

إذا ما آنَ لهذا الراكبِ أن يترجَّل ؟!!!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!